عادت صور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الى واجهة الاضواء الاعلامية والسياسية بشكل مكثف مقابل اختفاء وتواري ابرز خصومه في جماعة الاخوان المسلمين ، في مفارقة اثارت انتباه وحديث الشارع اليمني ، وانتشرت في شوارع العاصمة اليمنيةصنعاء ملصقات دعائية ضخمة للطبعة الثانية من كاتب (اليمن : تحالف القبيلة والإخوان) الذي يظهر على واجهته صورة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله لمؤلفه المفكر والكاتب احمد عبدالله الصوفي ، والكتاب في طبعته الثانية يروي مؤلفه بطريقة سردية جوانب واسرار جديدة من الجريمة التي استهدفت الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكبار رجال الدولة في جمعة الاول من رجب 2011م اثناء تأديتهم صلاة الجمعة بمسجد دار الرئاسة. وشارك وزير الثقافة الدكتور عبد الله منذوق عوبل – الذي جاء الى الوزارة ضمن حصة احزاب المشترك – الاثنين في حفل تدشين الطبعة الثانية من كتاب "اليمن تحالف القبيلة الإخوان" وهو الحفل الذي اقيم على صالة بيت الثقافة بصنعاء برعاية رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وحضور نخبة من المثقفين والأدباء والسياسيين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في اليمن وعدد من ضحايا الجريمة من الجرحى. والطبعة الجديدة الصادرة عن مؤسستي (يحيى جمعان- الريس) جاءت في قرابة 400 صفحة من القطع الوسط، موزعة في فصول متسلسلة، وبلغ عدد النسخ المتوقع صدورها من هذه الطبعة أكثر من 10 آلاف نسخة. وقال وزير الثقافة إنه كان من المفترض تسمية الكتاب ب"اليمن تحالف المشايخ والإخوان" وأن يستبعد الكاتب إقحام القبيلة لأن القبيلة ليست شراً حد قوله، لافتاً إلى أن طبقة المشايخ في المجتمع اليمني هي من ارتبطت دائما بالسلطة والتحالفات فيما نجد في القبيلة المواطن الغني والفقير والمتعلم والمثقف والأمي. وشهد الحفل مداخلات قدمها الدكتور يحيى الشعيبي والكاتب الأديب محمد الغربي عمران والكاتب محمد العشملي. من جانبه تناول مؤلف الكتاب أحمد عبد الله الصوفي بصورة مقتضبة نصاً من الوثائق التي احتواها الكتاب في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة والتي تتحدث عن لقاء المسئول السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي أوباما بالرئيس علي عبدالله صالح بعد إفاقته من الغيبوبة في المستشفى العسكري بالرياض والتحذير الذي قدمه لصالح من احتمال تكرار محاولة تصفيته إذا عاد إلى اليمن حينها، وعبر في كلمة قصيرة عن شكره للشهداء الاحياء الذين عايشهم للاطلاع على تفاصيل الجريمة ، مترحما على جميع شهداء الاعتداء الارهابي والجريمة التي قال انها ستبقى وصمة عار في التاريخ السياسي ، واضاف الصوفي متحدثا عن الجريمة : (لايحدث ان يقتل انسان وهو يصلي ، سبق الاصرار والترصد والاستهداف للمسجد .. هذا عقل ابليسي ) . وفي سياق متصل أكد يحيي محسن جمعان – مدير مؤسسة جمعان للطباعة والنشر وناشر كتاب (اليمن.. تحالف القبيلة والاخوان )على ان مؤسسته حرصت كل الحرص على ان تكون الطبعة الفاخرة للكتاب في متناول المواطنين ذوي الدخل المحدود وبيعها لهم بنصف الكلفة ، مشيرا إلى ان ذلك تم اعتماده بناءا على دعم ومساندة عدد من رجال الاعمال والحكومة والدولة وقادات المؤسسات الثقافية الذين اولوا هذا الكتاب وغيره من الكتب الاخرى جل اهتمامهم ودعمهم. وقال ان مؤسسة جمعان للطباعة والنشر تتشرف بأن تدشن باكورة أعمالها بالانطلاق والتعاون مع أرقى دار النشر احتراما وكفاءة على مستوى الوطن العربي مؤسسة رياض الريس للنشر والطباعة اللبنانية عبر اعادة طباعة ونشر هذا الكتاب .. وفي نقده لمضامين الكتاب قال الكاتب السياسي محمد أحمد العشملي : ان الكاتب اعتمد على أسلوب درامي تراجيدي وسياسي وفكري وتأريخي يهدف إلى احاطة القارئ بالحقيقة التي ركز عليها المؤلف وغايته من ذلك التأكيد على أن ما حدث في مسرح الجريمة في مسجد دار الرئاسة كان بمثابة الجريمة التي ارتكبها التحالف الثنائي بين المشيخة القبلية والإخوان في حزب الإصلاح.. وأضاف: ان المؤلف للكتاب هدف إلى ان يؤمن القارئ بأن الحقيقة لا تدفن ولا تموت ، مشيرا إلى ان المؤلف الصوفي الذي وصفه بالمحترف والمثقف العضوي كان مخلصا للحقيقة دون غيرها.. عضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين القاص والأديب اليمني محمد الغربي عمران اشاد من جهته بأسلوب المؤلف الصوفي وجمعه بين الرواية والتاريخ وسرده التفاصيل الصغيرة للجريمة (مشاهد – تقارير – أفادات ) بلغة مقلقة. وفي حين قال إنه على يقين بتباين المواقف من الكتاب أشاد الغربي عمران بتجرد الكاتب وقدرته على جهاد نفسه وانتصاره للحقائق فقط مجردة ، وقال إن الكتاب يحمل قيمة في ذات مضامينه وانه طبع لكي يبقى شاهداً على قبح الإجرام.