أظهرت جماعة "انصار الله" الحوثيين في اليمن خلال الساعات الماضية تحولاً سياسياً لافتاً ومفاجئاً في موقفها الرافض للتشكيلة الحكومية والمطالب بتعديلها ،معلنة على لسان صالح الصماد القيادي في الجماعة ومستشار رئيس الجمهورية التأييد للحكومة ورئيسها خالد محفوظ بحاح ووزرائها الاكفاء، مثنية على خطوة تحملهم المسؤولية في هذه المرحلة الحساسة التي تشهدها البلاد. وكتب الصماد على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول "من موقعي كمستشار لرئيس الجمهورية ومن خلال اطلاعي علي الوضع الداخلي لمؤسسات الدولة وحجم الترهل والفساد الذي ينخر هذه المؤسسات فانني و بالرغم من تحفظي على بعض الأسماء التي وردت في تشكيلة الحكومة والتي عليها ملفات فساد ذات مصداقية وعدم انطباق المعايير علي بعضهم ومن خلال الوعود التي سمعناها بالتعامل الجاد مع اي ملفات يتم رفعها ضد اي وزير فإنني مع ذلك أشيد بقوة وشجاعة وجرأة الأخ رئيس الوزراء والوزراء الأكفاء اللذين تحملوا هذه المسؤولية في هذه المرحلة الحساسة". وأضاف"أشد على أيديهم في النهوض بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم وان يكونوا عند حسن ظن شعبهم الذي ضحي من اجل كرامته وعزته وان يحترموا راي الشعب وثورته وآمل من جميع وسائل الاعلام التعاطي مع الموضوع في هذا الإطار بعيدا عن التشفي والمكايدات السياسية التي قد تؤدي باليمن الى المجهول". وكان بيان "أنصار الله" الذي صدر فور إعلان تشكيل الحكومة الجمعة الماضية، قال إن هناك شخصيات وردت في التشكيلة لابد من استبعادها، معربا عن خيبتهم من التشكيلة الحكومية, مطالبة بتعديلها. وأضاف بيان الجماعة في "هذا التشكيل يعد مخالفة لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وعرقلة واضحة لمسار العملية السياسية لحساب مصالح خاصة وضيقة، ويعكس عدم الجدية في تنفيذ استحقاقات المرحلة وعدم استشعار حساسية الوضع الذي يمر به البلد". وتابع: إذ نؤكد على وجوب الالتزام بما نص عليه اتفاق السلم والشراكة الوطنية وخطورة أي محاولات للالتفاف عليه فإننا نشدد على ضرورة تعديل هذه التشكيلة وإزاحة من لم تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها وفي مقدمتها الكفاءة والنزاهة والحيادية في إدارة شؤون البلاد. ويوم أمس كان قد جدد المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام, إتهامه لوزراء في حكومة خالد بحاح بالفساد. ونقلت صحيفة السياسة الجويتية عن عبدالسلام قوله "إن أولئك الوزراء معروفون بفسادهم في السابق والجهات الرسمية تعرفهم أكثر منا, ونحن مصرون على تغييرهم بالتواصل عبر القنوات الرسمية مع الرئاسة, وفي حالة إذا لم يتحقق ذلك فلن نفصح عن خطوتنا مستقبلا لأننا نريد ترك الفرصة للتفاوض". وجدد المتحدث باسم "أنصار الله" رفض جماعته رفع اللجان الشعبية المسلحة التابعة لها من صنعاء والمدن الأخرى, قائلاً "هناك تواصل مع الجهات المعنية لدمج هذه اللجان في المؤسسة الأمنية وأن تتحمل الدولة نفقتهم بناء على مقترح الشراكة الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني".