تنعقد في لبنان الجلسة الخامسة من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، الثلاثاء، بالتزامن مع بدء مبعوث الرئاسة الفرنسية جان فرانسوا جيرو لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين لبحث أزمة الرئاسة، وسبل الخروج منها، في إطار الوساطة الفرنسية ونتائج الزيارات التي قام بها جيرو إلى كل من الرياض وطهران والفاتيكان. ومن المتوقع أن تشهد جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله حالة من "الشد" السياسي، على خلفية الخطاب الأخير للأمين العام للحزب حسن نصرالله، الذي وضع لبنان في مواجهة مع مخاطر تهدد استقراره وأمنه، من بوابة الاستفراد بقرار السلم والحرب مع إسرائيل، خاصة بعد العملية التي قامت بها عناصر الحزب في منطقة مزارع شبعا انتقاما لمقتل ستة من قيادييه في الغارة الإسرائيلية على القنيطرة السورية. وقررت كتلة تيار المستقبل برئاسة النائب فؤاد السنيورة عقد اجتماع لها قبل ساعات من موعد جلسة الحوار المقررة مساء الثلاثاء، بهدف تحديد الموقف والسقف الذي يجب أن يتم بحثه مع حزب الله على طاولة الحوار، لجهة أن الملف الأمني يأتي في مقدمة الاهتمامات الوطنية، وذلك انطلاقا من تداعيات عملية مزارع شبعا وما رافق إطلالة السيد نصر الله الأخيرة من إطلاق قذائف صاروخية ورشقات نارية في سماء بيروت وحارة صيدا، فضلاً عما تركته من ردات فعل سلبية في بيروت وصيدا ومناطق أخرى. الخطة الأمنية ومن المفترض، حسب مصادر مقربة من طاولة الحوار أن يتم في اللقاء المرتقب بحث آليات تساعد على انطلاق وتطبيق الخطة الأمنية التي سبق وتم الاتفاق حولها في منطقة البقاع الشمالي التي تعتبر منطقة نفوذ لحزب الله، ومدى جدية تعاون الحزب في توفير الأرضية الضرورية لنجاحها. وفي ظل هذه الأجواء، بدأ المبعوث الفرنسي جيرو زيارته إلى لبنان وسط انقسام داخلي لبناني حول طبيعة هذه المهمة وهل هي استطلاعية أم أن جيرو يحمل في جعبته ملامح حل لملف أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، والعمل على انتخاب رئيس جديد للبنان، خاصة أن البديل عن مهمة جيرو، حسب بعض الأوساط السياسية، هو أن يؤجل الاستحقاق الرئاسي حكما لسنوات وليس لأسابيع أو أشهر في حال فشل المهمة في تأمين انتخاب الرئيس من الآن وإلى غاية شهر مارس المقبل تاريخ توقيع الاتفاق السياسي بين أميركا وإيران، أو يونيو حيث من المنتظر أن يبت في الاتفاق النووي الإيراني، فعندها لن تنفع الدعوات المتكرّرة لرئيس المجلس النيابي من أجل عقد جلسات انتخاب الرئيس العتيد كل فترة. تأييد من البطريرك من جهته، يأمل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يعتبر من أشد المطالبين بانتخاب رئيس جديد، أن تكلل مساعي جيرو بالنجاح، خاصة في ظل أجواء الحوار السائد بين الأطراف اللبنانية، إن كان بين تيار المستقبل وحزب الله أو الحوار القائم بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، الذي يتركز حول إيجاد مخرج مسيحي لأزمة الرئاسة. المهمة الفرنسية ونقلت مصادر إعلامية لبنانية عن أوساط فرنسية وصفها لزيارة جيرو إلى بيروت ب"الاستطلاعية"، حيث من المتوقع أن تستمر لمدة يومين، يقابل خلالها مسؤولين رسميين وسياسيين. وأضافت هذه المصادر أن محور المحادثات التي سيجريها جيرو تتعلق بثلاث نقاط، وذلك في ضوء التنسيق مع الفاتيكان. أولاها مراجعة التطورات التي طرأت على الوضع الداخلي اللبناني، في ضوء انطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله من جهة، وبين القوات اللبنانية والتيار العوني من جهة أخرى، والتي تتقاطع عند تحضير الأجواء لانتخابات الرئاسة اللبنانية. أما ثاني تلك النقاط فتتمثل في إطلاع المسؤولين اللبنانيين على حصيلة المحادثات التي أجراها في أكثر من زيارة لكل من الرياض وطهران، والتي تناولت موقف العاصمتين من ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في لبنان، والانطباع الذي تكون لديه حول حقيقة موقف كل منهما. وثالثا إبلاغ المسؤولين والقيادات السياسية، ولاسيما المسيحيين منهم الموقف الفرنسي-الفاتيكاني المشترك باستعجال انتخاب الرئيس وملء الفراغ، في ضوء احتدام الصراعات الإقليمية والدولية على سوريا وربما على لبنان أيضاً. وكشف مصدر مطّلع على المساعي الفرنسية - الفاتيكانية لانتخاب الرئيس أن "جيرو سينقل ما يشبه التحذير إلى كل من الفريقين المتحاورين بضرورة التفاهم على المخرج للأزمة الرئاسية". وبحسب هذه المصادر الإعلامية فمن المتوقع أن يلتقي جيرو كلا من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، كما ينتظر أن يحمل هذه المرة طرحاً جديداً سيقدّمه للمعنيين للانتقال إلى خطوات عملية. العربية نت