أعلن النائب الدرزي المعارض وليد جنبلاط أن نزع سلاح حزب الله مسألة غير مطروحة للبحث في الوقت الحاضر, مشيرا إلى أنه إذا توفرت الضمانات الأساسية في المستقبل سيتم فتح الملف من جديد. وشدد رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على "حماية المقاومة", مضيفا أنه "بالحوار والضمانات الأساسية لاحقا نفتح موضوع السلاح". وقال جنبلاط الذي اجتمع مع نصر الله بمقر الأمانة العامة لحزب الله، إن موضوع السلاح "غير مطروح في المرحلة الحالية إلى أن تتحقق طموحاتنا بالاتفاق مع المقاومة في ما يتعلق بمزارع شبعا". من جهة أخرى دعا جنبلاط إلى احترام اتفاق الطائف "في ما يتعلق بحماية المقاومة" وإلى فتح صفحة جديدة مع سوريا بإقامة علاقات مميزة معها. وجاءت محادثات الأمس في أعقاب الانفجار الذي هز أمس الأول منطقة الداكوانة-البوشرية في بيروت وخلف ستة جرحى، وألقى بظلال قاتمة على احتفالات مسيحيي لبنان بعيد الفصح وسط تساؤلات عن الغرض من استهداف أحيائهم. واستغل الرئيس اللبناني إميل لحود حضوره قداس عيد الفصح في كنيسة بكيركي مقر الكنيسة المارونية بجبل لبنان ليؤكد أن السلطات عازمة على توطيد الأمن، ومتعهدا بألا يدع الوضع الأمني يفلت وداعيا اللبنانيين إلى الوحدة ومساعدة السلطات في تحقيق ذلك. أما بطريرك الكنيسة المارونية نصر الله صفير فاعتبر أن اللبنانيين "بأشد الحاجة إلى من يطمئنهم على مصيرهم ومصير أبنائهم", وأن لبنان في مفترق الطرق "فإما استقلال وسيادة وحرية وإما تعثر واضطراب". وحملت المعارضة مسؤولية الانفجار للأمن اللبناني والسوري, في وقت قبلت فيه الرئاسة اللبنانية بفتح تحقيق دولي غير مشروط في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ورغم أن السلطات اللبنانية استجابت لطلب ظلت ترفضه لوقت طويل لم تأبه المعارضة به كثيرا, معتبرة أن عمل اللجنة لن يكون شفافا إذا احتفظ قادة الأجهزة الأمنية بمناصبهم وجددت الدعوات إلى استقالتهم. وبينما يستعد لبنان اليوم لإحياء أربعينية اغتيال الحريري وسط أجواء مشحونة بالتوتر الأمني واصلت القوات السورية أمس انسحابها من الأراضي اللبنانية. وقالت مصادر أمنية إن القوات السورية أخلت يوم أمس الأحد موقعا بسهل البقاع، في خطوة اعتبرها المراقبون مقدمة للمرحلة الثانية من الانسحاب التي ستحدد آليتها على مستوى لجنة مشتركة لبنانية سورية الأسبوع المقبل. وقالت المصادر إن القوات السورية أخلت موقعين بمنطقة شتورا وبار إلياس شرق بيروت, وشوهدت شاحنتان تقلان جنودا تعبران الحدود إلى داخل الأراضي السورية, فيما شوهد موقع للمخابرات السورية بشتورا مهجورا إلا من صور الرئيس بشار الأسد. وأعقب الانسحاب انسحابا آخر من موقع مجدلون في البقاع أيضا حيث سحبت القوات السورية معداتها إلى مدينة حمص السورية, ليبلغ عدد القوات السورية التي انسحبت خلال 10 أيام عشرة آلاف جندي.