لقي عرض الرئيس السوري بشار الأسد بان قوات بلاده الموجودة في لبنان منذ أكثر من 30 عاما ستغادر في غضون أشهر، ترحيبا حذرا من أحد قادة المعارضة البارزين. وقال النائب الدرزي المعارض وليد جنبلاط في حديث إذاعي إن تصريح الأسد "لفتة طيبة", لكنه أضاف أن "عبارة الأشهر القليلة القادمة غامضة". ودعا جنبلاط إلى وضع جدول زمني واضح لانسحاب القوات السورية, مضيفا أن "مفهوم الوقت في الشرق الأوسط مفهوم غامض". ومن المنتظر أن تتخذ المعارضة اللبنانية قرارا اليوم بشأن إذا ما كانوا سيشاركون في محادثات مع الرئيس اللبناني إميل لحود قبل اختيار رئيس وزراء جديد للبنان خلفا لعمر كرامي الذي استقال أمس الأول. وطالب جنبلاط في تصريحات لقناة الجزيرة لحود بالاستقالة بدوره وتشكيل حكومة انتقالية محايدة تنظم الانسحاب السوري الجزئي من لبنان قبل انتخابات مايو/ أيار القادم. وأمهل لحود الكتل السياسية في مجلس النواب 48 ساعة للاتفاق على مرشح يرأس حكومة جديدة. وكانت وزارة كرامي قد استقالت بعد مضي أسبوعين على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في بيروت من جهته شدد مجلس مطارنة الموارنة -كبرى الطوائف المسيحية بلبنان- على ضرورة إنشاء حكومة انتقالية محايدة في لبنان, وذلك في ختام اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك نصر الله بطرس صفير. وحذر المجلس في بيان له مما أسماه التلكؤ في "تشكيل حكومة انتقالية حيادية" بعد استقالة حكومة كرامي, وأبدى متخوفا من انعكاس ذلك على الوضع الاقتصادي خصوصا. وقد رحبت الولاياتالمتحدة بإعلان الرئيس السوري لكنها قالت إن الأمر يجب أن يستغرق أقل من أشهر. ودعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار إلى تسريع الانسحاب السوري فيما طالب الديمقراطي جوزيف بايدن برحيل ضباط الاستخبارات السوريين الذين قال إنهم "يديرون بفاعلية الحكومة اللبنانية". وانضمت بريطانيا إلى الضغوط الأميركية بعد أن صرح رئيس وزرائها توني بلير في حديث نشرته الغارديان اليوم بأنه يتعين على سوريا اغتنام الفرصة المتاحة بالاستجابة لمطالب المجموعة الدولية أما إسرائيل فقد شككت في إمكانية أن يتم الانسحاب السوري من لبنان في غضون أشهر واعتبرت أن تصريح الأسد نتيجة مباشرة للضغوط الدولية. وقال مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته إن الرئيس الأسد "يقول دائما أشياء كثيرة عندما يواجه ضغوط دولية", مضيفا أن إسرائيل لن تصدق أقواله "حتى ترى أفعالا". يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون كان قد ربط استئناف المفاوضات مع سوريا المتوقفة منذ نحو 5 سنوات بانسحابها من لبنان وانتشار الجيش اللبناني في مناطق الحدود مع إسرائيل حيث توجد قوات حزب الله, وطرد فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية.