أعلنت المعارضة اللبنانية عن استعدادها للدخول في مفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة شرط استجابة لرئيس الجمهورية إميل لحود لمطالبها بإقالة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية. وحددت المعارضة مطالبها الرئيسة بعد اجتماع لقادتها في منزل النائب وليد جنبلاط بالمختارة أعقبه بيان تلاه النائب من كتلة الحريري أحمد فتفت. وجاء بيان المعارضة بعد ساعات من تحذير مجلس البطاركة الموارنة من تأثير التلكؤ في تشكيل "حكومة انتقالية حيادية " على الوضع الاقتصادي في البلاد. وجددت المعارضة المطالبة بسحب القوات والمخابرات السورية من لبنان على أن يكون ذلك "في بيان صادر عن رئيس الجمهورية "وشددت كذلكم على مطلب التحقيق الدولي "كامل الصلاحية" في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري . وحدد البيان قادة الأجهزة الأمنية المطلوب إقالتهم بمدعي عام التمييز وزير العدل السابق عدنان عضوم ومدير عام جهاز الأمن العام اللواء جميل السيد ورئيس جهاز الأمن الداخلي اللواء علي الحاج ورئيس جهاز أمن الدولة اللواء إدوار منصور ومدير مخابرات الجيش اللواء ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري العميد ريمون حمدان ورئيس إدارة التنصت ألاستخباري العقيد غسان طفيلي. وأشار البيان إلى أن نائبين من المعارضة سيشاركان في الاستشارات في حال الاستجابة إلى الشروط. وتزامنت مطالب المعارضة التي أسقطت قبل يومين حكومة الرئيس عمر كرامي مع تحرك باتجاه حركة أمل وحزب الله الممثلين للطائفة الشيعية. ونقل عن النائب غازي ألعريضي المكلف باللقاء مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله استعداد الأخير للقيام بدور الوساطة بين المعارضة وسوريا. في غضون ذلك اجتمع لحود مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي صرح بعد اللقاء بأنه ناقش مع الرئيس اللبناني تاريخ بداية المشاورات لتعيين رئيس وزراء جديد. وحذر بري بعيد اللقاء من مخاطر فراغ دستوري في لبنان داعيا الجميع إلى الارتفاع إلى مستوى واجبهم الوطني. ومعلوم أن المعارضة اللبنانية تصر على أن تكون الحكومة القادمة حكومة محايدة مشكلة من شخصيات لن تشارك في الانتخابات التشريعية القادمة, وهو الخيار الذي دعمه مجلس مطارنة الموارنة اليوم في اجتماعه الشهري بزعامة البطريرك نصر الله بطرس صفير. وفيما واصل الشباب من أنصار المعارضة تجمعاتهم الإحتجاجية في قلب بيروت لليوم ال16 على التوالي، انتشلت اليوم من موقع الإنفجار الذي أودى بالحريري جثة رجل ألأعمال اللبناني عبد الحميد غلاييني الذي قضى على بعد أمتار من موقع التفجير. وفي القاهرة أعلن الرئيس المصري حسني مبارك اليوم أنه راغب في معرفة مدى الانسحاب السوري من لبنان خلال لقائه المرتقب مع الرئيس بشار الأسد، فيما أشار وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى مشاورات عربية بشأن إمكان مشاركة الأممالمتحدة في تنفيذ القرار 1559 القاضي بانسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح حزب الله. في هذه الأثناء جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش دعوته سوريا لكي تسحب جيشها من لبنان معبرا عن ارتياحه للتعاون الفرنسي الأمريكي القائم في هذا الملف. وقد زادت الضغوط على سوريا لتنفيذ انسحاب من لبنان بعد أن دعت واشنطن وباريس في بيان مشترك أمس بلندن إلى تطبيق فوري للقرار 1559, فيما دعا رئيس الوزراء توني بلير السوريين إلى انتهاز الفرصة التي منحتها إياهم المجموعة الدولية. وحذر بلير من التدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة لأن "المجموعة الدولية لن تتسامح مع من يتدخل في حق اللبنانيين في انتخاب حكومتهم". وقد أثنى المستشار الألماني غيرهارد شرودر من جهته على دعوة واشنطن وباريس ولندن، معتبرا أن الانسحاب السوري من لبنان سيكون أحسن كلما كان أسرع. وقال شرودر الذي التقى في المنامة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إن "الاتحاد الأوروبي عازم على تطبيق قرار مجلس الأمن 1559". المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: