هز انفجار عنيف منطقة البوشرية شمالي العاصمة بيروت، وقد أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح. ونقل مراسل قناة الجزيرة في بيروت إن الانفجار وقع في معملين للخياطة والخشب بالمنطقة ذات الغالبية المسيحية، مشيرا إلى أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة. وقال إن هناك أنباء عن تفكيك قوات الأمن اللبنانية لقنبلة أخرى في منطقة أخرى شمالي بيروت. وجاء الانفجار بعد أن أعلن الرئيس اللبناني أميل لحود السبت موافقة لبنان غير المشروطة على تشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في حال صدور قرار عن مجلس الأمن بهذا الشأن. وكان وزير الخارجية اللبناني محمود حمود استدعى سفراء ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هي روسيا والصين وبريطانيا وأبلغهم القرار. وقال بيان صادر عن الرئاسة إن الرئيس لحود "أكد التزامه المضي حتى النهاية لكشف كل الملابسات التي تحيط بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الأممالمتحدة في أي صيغة تعتمدها المنظمة الدولية، وذلك للوصول إلى معرفة الهوية الحقيقية للذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء". وكانت بيروت ودمشق انتقدتا تقرير اللجنة الأممية، واعتبر وزير الخارجية بالحكومة اللبنانية المستقيلة محمود حمود أنها تخطت صلاحياتها بالنتائج التي توصلت إليها. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير العدل عدنان عضوم أن نتائج التقرير ليست مبنية على أدلة موثوقة، مشيرا إلى أنها تشكل مساسا بدور الأطراف الدولية. ونفت سوريا مجددا تورطها في اغتيال الحريري، وقال سفيرها لدى الأممالمتحدة فيصل المقداد إن السلطات اللبنانية قادرة على إجراء التحقيق وحدها لكن هذا أمر يقرره لبنان. من ناحية ثانية جددت المعارضة اللبنانية مطالبتها باستقالة قادة الأجهزة الأمنية. وقال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي المعارض وليد جنبلاط إن لجنة التحقيق الدولية في ملابسات اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري التي طالبت لجنة تقصي الحقائق الأممية بتشكيلها لا تستطيع القيام بمهامها مع وجود رؤساء الأجهزة الأمنية في مناصبهم. ودعا إلى "تطهير" المخابرات واستقالة المسؤولين الأمنيين لتوفير الأجواء المناسبة للتحقيق في ظروف حادثة الاغتيال. وأضاف جنبلاط تعليقا على التحذير من الفوضى التي ستعقب خروج القوات السورية من لبنان "نعلم أن السيارات المفخخة هم يزرعونها، ونعلم أن هناك ربما حفلات أخرى من الرعب لكن اللعبة أصبحت مكشوفة فليرحلوا عنا". وقال أيضا "لا أتخوف من فراغ أمني إنما أتخوف من محاولات عرقلة الأمن من قبل وزير الدفاع والأجهزة الأمنية". وأشادت المعارضة اللبنانية بتقرير اللجنة الأممية واعتبرته خطوة على الطريق للوصول إلى حقيقة حادث اغتيال الحريري. واعتبر جبران تويني عضو لقاء قرنة شهوان المعارض الذي يرعاه البطريرك الماروني نصر الله صفير أن التقرير يمثل "إدانة مباشرة للسلطتين اللبنانية والسورية على الأقل على مستوى التوتر السياسي المسؤولة عنه سوريا وأعوانها". وتزامن ذلك مع مظاهرة للمعارضة السبت وسط بيروت طالبت بكشف الحقيقة فيما يتعلق بمقتل الحريري. ميدانيا انسحبت القوات السورية من مواقع جديدة في سهل البقاع اللبناني، بينما صعدت المعارضة اللبنانية من موقفها المطالب باستقالة قادة الأجهزة الأمنية. وأفاد مراسل الجزيرة في بيروت بأن القوات السورية أخلت السبت موقع مجدلون على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب من مدينة بعلبك، وقامت بنقل جنودها وتفكيك معداتها في المنطقة والانسحاب إلى مدينة حمص السورية. وكانت وحدات تابعة لقوات الدفاع الجوي في الجيش السوري انسحبت الجمعة من دير الأحمر واللبوة ومقنة وعيناتا شمال البقاع داخل الأراضي السورية، كما فككت مدفعيتها فى بعض المناطق من البقاع الأوسط.