حذر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من وقوع هجمات واغتيالات سياسية جديدة إن لم يقدم الرئيس اللبناني إميل لحود وقادة الأجهزة الأمنية في لبنان استقالاتهم. ورفض جنبلاط التعليق على دعوة لحود للمعارضة لبدء محادثات عاجلة لإنهاء الأزمة في البلاد، لكنه قال في تصريحات أمام أنصاره بثتها إحدى محطات التلفزة اللبنانية إنه في الماضي كان زعماء المعارضة لا ينضمون إلى حكومة جديدة إذا لم يتنح الرئيس. وكان لحود دعا جميع الأطراف المعارضة والموالية للحكومة إلى بدء محادثات فورية لحماية لبنان على حد قوله. وطالب في بيان صادر باسم لحود بوقف السجالات السياسية والإعلامية وتبادل الاتهامات غير المسؤولة على حد تعبير البيان. ويتزامن هذا السجال بين المعارضة والحكومة في حين بدأ مسؤولو أمن لبنانيون التحقيق في التفجير الذي وقع وسط منطقة نيو الجدَيْدة شرق العاصمة اللبنانية بيروت الليلة الماضية. وقد أسفر الانفجار عن جرح ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وإلحاق أضرار مادية جسيمة ببعض المباني في المكان المستهدف. وبينما لم تتضح بعد ملابسات التفجير نقل مراسل الجزيرة في بيروت عن ضباط أمن قولهم إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة مزروعة بين إحدى السيارات وحائط المبنى لا سيارة مفخخة كما أشيع في البداية. ووصف النائب عن المنطقة بيير الجميل العملية بأنها إرهابية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد. وقال الجميل في تصريح للجزيرة إن العملية "رسالة للشعب اللبناني بهدف زرع الخوف بين المواطنين"، وهي تقول "انظروا ما الذي ينتظر اللبنانيين إثر انسحاب القوات السورية من البلاد". على صعيد الموقف من حزب الله دعا زعيم الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك نصر الله صفير الحزب لتسليم سلاحه والتحول للعمل السياسي، مكررا بذلك الدعوات التي وجهها الرئيس الأميركي جورج بوش للحزب الأربعاء الماضي. وقال صفير في مؤتمر صحفي عقده إثر لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بمقر المنظمة الدولية بنيويورك "إن حزب الله عمل على تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الآن لم يعد هناك أي سبب كي يبقى مسلحا". وعن مرجعية الانسحاب السوري بين اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب اللبنانية والقرار 1559, قال صفير "لا أرى فرقا كبيرا بين اتفاق الطائف والقرار 1559، فكلاهما يدعو إلى أن ينسحب الجيش السوري"، وقال "نحن لنا قراءتنا للانسحاب السوري من لبنان". أما زعيم التيار الوطني الحر الزعيم المسيحي العماد ميشيل عون فدعا إلى المراهنة على عامل الوقت حتى يلبي حزب الله ما وصفه برغبة جميع اللبنانيين الذين يطالبونه بالاندماج في المجتمع وتسليم أسلحته إلى الجيش اللبناني. وقال إنه يأمل أن ينهي فترة إقامته في المنفى المستمرة منذ 14 عاما والعودة إلى لبنان خلال أسابيع فور اكتمال انسحاب القوات السورية من البلاد. من جهتها رفضت النائبة بهية الحريري اقتراح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تشكيل لجنة عربية للتحقيق في اغتيال شقيقها رفيق الحريري، وأكدت تمسكها بلجنة تحقيق دولية وباستقالة رؤساء الأجهزة الأمنية. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: