أكد النائب علي حسن خليل المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن مسألة الرئاسة ستحسم بحلول يوم الجمعة المقبل، من خلال اختيار رئيس توافقي يحظى بدعم أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان. وأدلى خليل بهذا التصريح عقب لقاء جمع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري أمس. وقد تردد إثر اللقاء اسم المرشح ميشال إده رئيسا توافقيا، على الرغم من استمرار بعض العقبات. وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلت عن مصدر مطلع قوله إن اسم الوزير السابق ميشال إده هو أكثر الأسماء تداولا لأنه على علاقة جيدة بالفرنسيين والأميركيين، كما أن موقفه العدائي إزاء إسرائيل يجعله موضع ثقة المقاومة فضلا عن علاقته الجيدة بالبطريرك لكنه مرفوض من مسيحي الأكثرية. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر لبناني أن فريق 14 آذار طرح اسم النائب روبير غانم، في حين تمسك ائتلاف المعارضة بميشال إده. ويصنّف إده (80 عاما) سياسيا من الرعيل القديم وترأس الرابطة المارونية بتكليف مباشر من البطريرك نصر الله صفير. تأتي هذه التطورات فيما اتهم رئيس اللجنة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع سوريا وحلفاءها بعرقلة الاتفاق على رئيس جديد عبر التهديد بالفوضى إذا لم يتم انتخاب مرشحهم المفضل. وأضاف في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف "الحل الفعلي الوحيد المتبقي هو أن ينزل جميع النواب إلى جلسة يوم الجمعة لانتخاب رئيس". وتأتي تصريحات جعجع بعدما قال زعيم آخر في الأغلبية هو النائب الدرزي وليد جنبلاط لجريدة السفير "نصيحتي للجميع من دون استثناء وخاصة للمسيحيين أن حماية السلم الأهلي في لبنان تقتضي من الجميع تقديم تنازلات". وأضاف "الناس لن ترحمنا ولن تسامحنا على أية قطرة دم تسقط في الشارع، المطلوب منا جميعا الخروج من هذا النفق المظلم بسرعة وبأي تسوية تجعل سلمنا الأهلي هو الرابح". وفي خضم هذه التصريحات اللبنانية يتكثف الحراك الدولي فقد أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أن وزير الخارجية ماسيمو داليما سيلتقي نظيريه الفرنسي والإسباني في بيروت يوم غد الخميس في محاولة للمساعدة في تسوية أزمة الانتخابات اللبنانية. وطبقا للمتحدث فسيحاول كل من داليما ونظيريه الفرنسي برنار كوشنر والإسباني ميغيل إنخيل موراتينوس كسر الجمود بين الحكومة والمعارضة بشأن اختيار رئيس توافقي للبلاد خلفاً للرئيس إميل لحود تجتمع عليه كافة الأطراف. وكانت الانتخابات اللبنانية قد أجلت اليوم –للمرة الرابعة- نتيجة لهذا الخلاف، وتم تحديد الجمعة القادمة موعداً نهائياً للانتخابات. وسيتوجه داليما يوم غد الخميس إلى بيروت -بعد أن زارها السبت الماضي- قادماً من إسطنبول التي وصلها في زيارة رسمية. كما سيتوجه موراتينوس إلى بيروت كذلك بنفس اليوم -بحسب وزارة الخارجية الإسبانية-، أما كوشنر فهو موجود حالياً في بيروت للتوسط في الأزمة السياسية في لبنان. وبحسب وزارة الخارجية الإيطالية فإن الوزراء الثلاثة سيعقدون اجتماعهم الخميس في موعد لم يحدد بعد. يشار إلى أن كوشنر التقى كلا من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري لمواصلة النقاش بشأن الأسماء المطروحة لانتخاب رئيس توافقي ينقذ لبنان من أزمته.