قال الدكتور عبدالرحيم مراد- رئيس حزب الاتحاد الناصري ووزير الدفاع اللبناني السابق ان الخيارات التي أمام الرئيس اللبناني اميل لحود هي ثلاثة. الأول وهو إذا لم يتم التوصل إلى توافق لتسمية رئيس الجمهورية فقد يلجأ الرئيس لحود إلى الاستمرار في الحكم حتى تأتي انتخابات نيابية جديدة، والخيار الثاني هو تشكيل حكومة جديدة وهذا أمر غير متوقع والثالث هو تشكيل حكومة عسكرية. وأضاف د. مراد في تصريحاته الخاصة ل«أخبار اليوم» أن المشهد اللبناني الآن وإلى قبل لحظات يوجد فيه أي مؤشرات لانفراج الوضع أو التوافق على اسم من يتولى رئاسة لبنان، مشيراً إلى دور أميركي وجهود فرنسية يبذلها الطرفان ليس للاتفاق على اسم رئيس جديد للبنان وإنما للعب دور معين يقوم به حلفاؤهم داخل لبنان. وأكد ان هذه التدخلات لا تسعى لإصلاح الوضع اللبناني والتوافق اللبناني وإنما تتجه نحو تأزيم الأوضاع، مبدياً ترحيبهم بأي دور عربي حيث يعتبر أن الأشقاء العرب سيكون تدخلهم من باب الحرص على لبنان وأمنه واستقراره. وحول اتهامات سمير جعجع لسوريا وحلفائها أكد السيد عبدالرحيم مراد أن جعجع هو من يسعى لتوتير الأوضاع في الداخل اللبناني وانه من يسعى أيضاً لتقسيم لبنان وهو لذلك يحاول إلصاق التهم والمخططات التي يسعى من أجلها إلى غيره. أما بشأن التوافق على اسم الرئيس اللبناني أكد مراد ان هذا الأمر لا يخضع لتوافق لبناني- لبناني بين أطراف العمل السياسي في لبنان وإنما يتضح من خلال الاتصالات التي يجريها الرئيس الأميركي جورج بوش بشكل يومي مع السيد فؤاد السنيورة، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها فرنسا عبر وزير خارجيتها كوشينر يتضح ان التوافق على تسمية رئيس لبناني يخضع لهذه التدخلات الخارجية والتي لا تصب قطعاً لصالح لبنان. مشيراً إلى ان أميركا تسعى إلى نقل مهمة رئاسة الجمهورية للسيد فؤاد السنيورة وبخصوص رؤية السيد مراد بأن المشهد اللبناني والوضع اللبناني قد يؤول إلى الانفراج أو الانفجار اعرب عن أمله في ألاَّ يصل الامر إلى مرحلة الانفجار، مؤكداً في الوقت ذاته انه لا يستطيع أي شخص تحديد لا اليوم ولا حتى قبل ثمانية وأربعين ساعة من عشية السبت القادم إلى أين يسير المشهد اللبناني. مشيراً إلى انه إذا بقى الحال كما هو عليه دون توافق فإن لبنان ستدخل في مرحلة صراع دستوري، وإلى ان المشهد اللبناني مازال يتأرجح. اما حول المساعي الأميركية في المشهد اللبناني فقد أوضح السيد مراد انه من المعروف ان الولاياتالمتحدة الأميركية تريد ان تستمر بمسك الساحة اللبنانية كبديل عن الساحة العراقية خاصة بعد ان فشلت السياسة الاميركية في العراق وتسعى لتبشر الرأي العام الأميركي بأنها صحيح قد فشلت في العراق بإقامة الاستقرار هناك لكنها استطاعت ان تمسك بالورقة اللبنانية وبالتالي تقيم نظاماً ديمقراطياً ومن هذا المنطلق هي حريصة على ان يكون هناك فراغ ويمسك الرئيس السنيورة الحكم لمرحلة معينة حتى يستطيع ان يصل إلى الانتخابات النيابية القادمة، مؤكداً بأن اميركا لا تسعى للوصول إلى رئيس توافقي في الساحة اللبنانية لانها تعتبر ان هذا الرئيس التوافقي لن ينفذ مخططاتها وتوجهاتها في الساحة اللبنانية. وأشار مراد في ختام حديثه ل«أخبار اليوم» إلى ان هناك نص في الدستور بأن يتولى رئيس الوزراء مهام رئيس الجمهورية ولكنه أوضح بأن الموضوع الآخر ان هذه الحكومة وبعد ان استقال منها وزراء يمثلون طائفة معينة وهي الطائفة الشيعية ولم يعد فيها تمثيل شيعي فهذا الأمر يتناقض مع الدستور واصبحت بموجب هذه الاستقالة وخروج الوزراء الشيعة منها اصبحت وزارة لا شرعية ولا دستورية ولا تتمتع بأي شرعية دستورية ومن هذا المنطلق لن يوافق فخامة الرئيس اميل لحود على تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية في حالة فراغ وعدم التوصل إلى توافق. كان ذلك تعليق الدكتور عبدالرحيم مراد وقراءته للوضع والمشهد اللبناني في الوقت الذي ينتظر الشعب اللبناني من نوابه تسمية رئيس جمهورية جديد بعد ان انتهت فترة التمديد للرئيس الحالي اميل لحود. هذا ومن المفترض ان يتم حسم الأمر في جلسة البرلمان ليوم الجمعة لاختيار رئيس توافقي يحظى بدعم اغلبية ثلثي أعضاء البرلمان. إلى ذلك تتواصل اللقاءات بين اطراف القوى السياسية اللبنانية اجتمع زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك في إطار التنسيق لتسمية رئيس للبنان، وتذكر المعلومات الصحفية ان هناك عدداً من الأسماء يتم تداولها لتولي رئاسة البلاد ومنها اسم الوزير السابق ميشال آده والذي يعتبر اكثر الأسماء تداولاً وذلك لعلاقاته الجيدة بالفرنسيين والأميركان، إضافة إلى موقفه العدائي من الكيان الصهيوني الأمر الذي يجعله يحظى بثقة المقاومة وفوق كل ذلك فانه على علاقة جيدة بالبطريرك صغير، ويأخذ عليه بانه مرفوض من مسيحي الأكثرية. كما يطرح اسم النائب روبير غانم والذي يحظى بدعم من فريق 14 آذار. من جانبه حذر الرئيس اللبناني اميل لحود من اتخاذ اجراءات غير مسبوقة في حال تعذر انتخاب رئيس توافقي للبنان متعهداً في كلمته التي القاها بمناسبة عيد الاستقلال باتخاذ إجراءات تتناسب ومخاطر المرحلة اذا لم يتم التوصل لرئيس توافقي، مؤكداً قبل يومين من انتخاب رئيس جديد تمسكه بالحفاظ على وحدة لبنان وامنه واستقراره وقال لحود ان المشكلة السياسية التي تواجه لبنان هي غياب التمثيل الشعبي الحقيقي. وعلى سياق متصل اجتمع رئيس كتلة الإصلاح والتغيير النيابية ميشال عون ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري يوم أمس وجاء اللقاء عقب إجراء الرئيس الفرنسي ساركوزي اتصالاً هاتفياً من ميشال عون. وفي خضم ذلك يتكثف الحراك الدولي بالتدخل في الشأن اللبناني. هذا وكانت الانتخابات اللبنانية قد اجلت يوم أمس للمرة الرابعة نتيجة لهذه الخلافات وقد تم تحديد يوم الجمعة موعداً نهائياً للانتخابات الرئاسية. يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي كوشينر قد التقى مع نبيه بري -رئيس البرلمان وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري لمواصلة النقاش بشأن الأسماء المطروحة لانتخاب رئيس توافقي للبنان واخراج البلاد مما تعيشه من ازمة والتي بدأت منذ تمديد فترة رئاسة اميل لحود عام 2004م واعقبها العديد من الأحداث والتطورات التي ادت إلى تأجيج الوضع في الساحة اللبنانية التي تعيش عدم استقرار منذ سنوات.