اعلن الرئيس الملكف للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أنه تقدم لرئيس الجمهورية إميل لحود بتشكيلة وزارية من 24 وزيرا لا تشمل تمثيل تيار الزعيم المسيحي ميشال عون. وأكد السنيورة أن التشكيلة المؤلفة من نواب من داخل المجلس النيابي وخارجه تحظى بتأييد ما يزيد عن 105 من أعضاء المجلس الذي يبلغ عدد أعضائه 128 عضوا. وردا على سؤال حول عدم مشاركة عون أكد السنيورة على أنه لم يوفر وسيلة لتذليل العقبات أمام مشاركة الجميع وأن هذه التشكيلة هي أفضل ما تمكن بالخروج به. وكانت خطة سابقة للسنيورة بتشكيل حكومة من التكنوقراط من خارج المجلس النيابي أو الأحزاب السياسية قد اصطدمت بصعوبات كبيرة. وقد أجمعت معظم الصحف اللبنانية في اليوم التالي لإعلان السنيورة عن نيته على أن الخطة رفضت حتى من حلفاء السنيورة، وأن جهود التشكيل عادت "إلى الصفر". وأبرز هؤلاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي صرح لصحيفة المستقبل عن رفضه مناقشة حكومة من التكنوقراط التي لن يكون بمقدورها التعامل مع التحديات التي تواجهها وخاصة في مجال الأمن، حسبما اعتبر جنبلاط. وكان السنيورة قد أعلن أمس أنه سيعين وزراء حكومته من التكنوقراط من خارج المجلس النيابى وانها ستتألف من اربعة وعشرين وزيرا بدلا من ثلاثين. وجاء تصريح السنيورة بعد المحادثات التى اجراها يوم الخميس مع لحود، وبعد فترة من المفاوضات بين السنيورة والتكتلات الأساسية في المجلس النيابي باءت بالفشل في التوصل إلى تشكيلة ترضي الجميع. وأكد السنيورة أن الحكومة ستضم أشخاصا يملكون خبرة سياسية ولكن لا ينتمون إلى أحزاب سياسية. يذكر أن السنيورة كان وزير المالية في الحكومات التي ترأسها الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط فبرارير الماضي وجاء تكليفه نتيجة للفوز الكبير الذي حققه سعد الدين رفيق الحريري وحلفاؤه في الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان. غير أن عددا من المحاولات التي قام بها السنيورة لتشكيل حكومة تضم كافة الأطراف الممثلة بالمجلس، ومنها تيار العماد ميشال عون وجماعتا حزب الله وأمل الشيعيتان لم تنجح بسبب خلافات على حصص التكتلات في المجلس. وأكد السنيورة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيسعى إلى ضم وزراء يتمتعون بثقة الكتل الرئيسية في المجلس