شكل رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة أمس الجمعة أول حكومة في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهي "حكومة وحدة وطنية" ،وفرت للمعارضة حجماً يسمح لها بالتحكم بالقرارات المهمة التي تحتاج إلى تصويت داخل مجلس الوزراء بعد حصولها على ثلث عدد الوزراء زائد واحد. وولدت الحكومة بعد مفاوضات شاقة استغرقت 48 يوماً مضى الجزء الأكبر منها لحسم حصة المعارضة فيما برزت مؤخراً خلافات داخل الموالاة تم حسمها في أيام قليلة. وتألفت الحكومة من ثلاثين عضواً توزعوا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وهي في غالبيتها اكسترا برلمانية إذ تضم بين صفوفها ثمانية نواب فقط. وقد أعلن أمين عام مجلس الوزراء التشكيلة أمام الصحافيين من القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت بعد اجتماع بين الرئيسين انضم إليه لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتضم الحكومة الجديدة عشرة أعضاء من الحكومة السابقة (كانت كذلك برئاسة السنيورة) إضافة إلى ست شخصيات سبق لها أن شغلت مناصب وزارية و14 شخصية تدخل للمرة الأولى إلى مجلس الوزراء. وتتضمن الحكومة 22 حقيبة وثمانية وزراء دولة من دون حقائب. وضمت الحكومة 16 وزيراً للموالاة و11 للمعارضة وثلاثة لرئيس الجمهورية يعتبرون محايدين هم زياد بارود لوزارة الداخلية وإلياس المر الذي استمر بشغل وزارة الدفاع إضافة إلى وزير دولة هو يوسف تقلا. وجاءت هذه النسب وفق اتفاق الدوحة الذي أبرم في 21 آيار/مايو وأدى إلى حل أزمة بين الطرفين استمرت أكثر من عام ونصف عام. وحصلت المعارضة على تسع حقائب نال أربعة منها تكتل زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون إضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء، فيما تمثل حزب الله بوزير واحد من أعضائه وأعطى مقعدين لحلفائه علي قانصو عن الحزب السوري القومي الاجتماعي وطلال أرسلان الزعيم الدرزي. ونالت الموالاة 11 حقيبة توزعت بشكل أرضى الفريق المسيحي في قوى 14 آذار/مارس إذ تمثلت القوات اللبنانية والكتائب بثلاث حقائب أبرزها العدل وقرنة شهوان (مستقلون) بوزارة دولة. ولم يحصل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على وزارة المهجرين. أما بالنسبة للسنة فقد دخلت للمرة الأولى النائبة بهية الحريري شقيقة رئيس الوزراء الذي اغتيل رفيق الحريري إلى الحكومة وتسلم محمد شطح مستشار السنيورة وزارة المالية. وفيما يتعلق بالشيعة يوجد وزير واحد مقرب من الأكثرية هو إبراهيم شمس الدين نجل الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى محمد مهدي شمس الدين. وإثر إعلان التشكيلة وجه السنيورة كلمة إلى اللبنانيين شدد فيها على ضرورة العمل "كفريق واحد" رغم أن الخلافات "لن تمحى بين ليلة وضحاها". وقال: "علينا إدارة هذه الأزمات محترمين الدستور والعيش المشترك". وقال: "نأمل ورغم كل ما مر بنا من مصاعب وتحديات أن نضع ذلك خلفنا لننطلق كفريق عمل واحد. هذا ما يطلبه اللبنانيون". أعضاء الحگومة اللبنانية الجديدة -1 عن المسلمين ( 15) : أ -السنة (6): - فؤاد السنيورة : رئيساً (لم يتغير) - محمد الصفدي : وزير الاقتصاد والتجارة (تغيير حقيبة) - خالد قباني : وزير دولة (تغيير منصب). - بهية الحريري : وزيرة التربية (جديدة) - محمد شطح : وزير المالية (جديد) - تمام سلام : وزير الثقافة (جديد). ب-الشيعة (6): - محمد فنيش : وزير العمل (تغيير حقيبة) - محمد خليفة : وزير الصحة (احتفظ بحقيبته). - فوزي صلوخ : وزير الخارجية (احتفظ بحقيبته) - غازي زعيتر : وزير الصناعة (جديد) - إبراهيم شمس الدين: وزير دولة لشئون التنمية الإدارية (جديد) - علي قانصو : وزير دولة (جديد) ج - الدروز (3): - غازي العريضي : وزير الأشغال (تغيير حقيبة) - طلال أرسلان : وزير الشباب والرياضة (جديد) - وائل أبو فاعور : وزير دولة (جديد) 2 - عن المسيحيين (15) أ-الموارنة (6): - زياد بارود : وزير الداخلية (جديد) - جبران باسيل : وزير الاتصالات (جديد) - ماريو عون : وزير الشئون الاجتماعية (جديد) -ايلي ماروني : وزير السياحة (جديد) -أنطوان كرم : وزير البيئة (جديد) - نسيب لحود : وزير دولة (جديد) ب-الروم الأرثوذكس (4) - إلياس المر : وزير الدفاع (احتفظ بحقيبته) - طارق متري : وزير الإعلام (تغيير حقيبة) - إبراهيم نجار : وزير العدل (جديد) - عصام أبو جمرة : نائب رئيس مجلس الوزراء (جديد). ج - الروم الكاثوليك (3) - إيلي سكاف : وزير الزراعة (جديد) - ريمون عودة : وزير المهجرين (جديد) - يوسف تقلا : وزير دولة (جديد). د- الأرمن (2) - جان أوغاسابيان : وزير دولة (تغيير منصب) - ألان طابوريان : وزير الطاقة (جديد) وأضاف: إذا أعطينا الأولوية لخلافاتنا فلن نصل إلى حل. المهم أن ننظر إلى الأمام لتأمين مصلحة اللبنانيين". وشدد السنيورة على أهمية "الحوار داخل مجلس الوزراء بسبب وجود وجهات نظر مختلفة" وقال: الحوار داخل الحكومة أفضل من اعتماد لغة الشارع واللجوء مجدداً إليه". ووصف السنيورة الحكومة بأنها "حكومة كل لبنان" وحدد لها مهمتين أساسيتين. الاولى :إعادة الثقة بالنظام السياسي والمؤسسات الديمقراطية وبالصيغة الوطنية التي تؤكد على العيش المشترك وإعادة الثقة بين اللبنانيين والعدالة وحب الآخر". الثانية : إجراء الانتخابات النيابية المقبلة (2009) بشفافية بشكل يؤمن العدالة والتمثيل الصحيح، كما على الحكومة إدارة العملية الانتخابية وتأمين التنافس السلمي. ورداً على سؤال عن موافقته في اللحظات الأخيرة على توزير علي قانصو رغم رفضه القاطع أولاً قال السنيورة: بين اختيار مصلحتي الشخصية ومصلحة لبنان واللبنانيين اخترت الثانية.