مع دخول العدوان الاميركي السعودي الغاشم على اليمن يومه التاسع بما ارتكبه من مجازر وحشية بحق المدنيين وحصار جوي وبحري وبري لليمن وتخريب شامل لمقدرات الجيش الوطني، أعلن حزب الإصلاح صراحة موقفه المؤيد للعدوان الغاشم حتى أن موقع "الصحوة نت" نشر الخبر بعنوان سافر { الإصلاح يعلن تأييده لعاصفة الحزم ويحمل الحوثيون وحلفاؤهم كامل المسؤولية} لكن لماذا هذا الموقف الآن ؟ سياسيا ثمة سببين الاول على صلة باخفاقات المشاريع السياسية ل "الاخوان" والتي قادت المخلوع هادي إلى اشعال جولة صراع جديدة مع الجيش والحوثيين بعد فراره إلى عدن وانتهت بدفعه للتورط باستدعاء العدوان الخارجي وتحمله وحدة المسؤولية. الثاني على صلة بتأييد "الاخوان" الصامت للعدوان السعودي والذي لم يكن مرضيا للرياض بعدما بدت في ورطة كبيرة عندما اقنعت العواصم الكبرى بتأييد داخلي لم يظهر على السطح قدر المواقف المناهضة للعدوان والتي برزت في تظاهرات كبيرة شاهدها العالم. غياب التأييد الداخلي للعدوان جعل السعودية تبدوا دولة عدوانية تستقوى بالقوة وتنتهك القونين الدولية وسيادة الدول وترتكب المجازر الوحشية بحق المدنيين وذلك فقط من اضطر النظام السعودي إلى جرَّ "الاخوان" إلى المعركة مرغمين بعدما وضعتهم أمام خيارات صعبة كان اقلها مرارة إعلان تأييد العدوان تمهيدا للزج بهم في خطة الحرب البرية المنتظرة والتي سيكون الاخوان وكتائب "القاعدة وداعش" وقودها ونارها. ميدانيا ثمة اسباب أيضا، فبنك الاهداف في غارات العدوان السعودي أنتهى دون ان تتحقق اهداف العدوان في اضعاف قوات الجيش والحوثيين وإعادة "الشرعية". وفي اليوم التاسع تفاجأت قوى العدوان بتمكن الجيش ومعه لجان الحوثين من دحر مليشيا هادي ومسلحي "القاعدة وداعش" والدخول إلى قصر معاشيق وفرض سيطرة كاملة على عدن وقطع آخر صوت اعلامي لهادي في تلفزيون واذاعة عدن. اكثر من ذلك المخاوف الكبيرة التي تحدثت عنها الرياض علنا في مخاطر إنزلاقها بحرب برية خصوصا وأنها لن تكون هذه المرة مع الحوثيين فقط بل ومعهم الجيش اليمني ناهيك عن انها ستحظى بإسناد شعبي واسع. هذه المخاوف دفعت بالرياض إلى استعجال الدفع بالآلاف من مسلحي "القاعدة وداعش" للسيطرة على مدينة المكلا بحضرموت في ما بدا تدشينا للحرب البرية التي استقر ال سعود على نقلها إلى العمق اليمني وخوضها بجيوش المرتزقة من "القاعدة وداعش" واضافوا اليها هذه المرة حزب الإصلاح بما يملكه من قاعدة سياسية وأذرع قبلية وإعلامية واسعة. ما يثير في النفس الألم أن بيان الإصلاح المتأخر لم يكن فقط أعلانا سياسيا لدعم مخططات واشنطنوالرياض في هذا البلد الذي تمزقه الحروب بل موافقة كاملة من قيادات هذا الحزب على الزج بآلاف الأبرياء في حرب بالوكالة لمصلحة العدو الخارجي بل تحويلهم في غفلة من عائلاتهم إلى مخالب ل " عاصفة الحزم" لمن لا يعرف .. المطبخ العملاني للاخوان وبعيدا عن رموزة السياسيين وزع بعد هذا البيان تعليمات إلى قواعده للبدء باسناد" القاعدة وداعش" في المكلا والتحرك الميداني لما سماه " الدفاع عن المدن" . ذلك { لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }