نشر راديو "Voice of the Cape" مقالاً للكاتبة والباحثة في مجموعة Media Review Network وهي جماعة دعوية ومقرها في "جوهانسبرج"، بعنوان: "لماذا تنجو - تتهرب السعودية من الإدانة لجرائم الحرب التي ارتكبتها في اليمن؟". وقالت الباحثة، ثريا دادو: أطلق التحالف الذي تقوده السعودية مدعومة بالولاياتالمتحدة، جنباً إلى جنب مع كل من مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدةوالكويت وقطر والبحرين، حملة عسكرية لمساعدة الشعب اليمني، لكن تلك المساعدة "المزعومة" أودت بحياة أكثر من 3000 شخص، وإصابة ما يقرب من 15 ألفاً، بحسب منظمة اليونيسيف، من بينهم 135 طفلاً على الأقل قتلوا وأصيب 260. وأشارت أن التحالف "المزعوم" تعمد بضرباته المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والأحياء السكنية، موردةً ما نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش، عن أدلة تؤكد تورط السعودية وحلفائها في استخدام القنابل العنقودية المحرمة في اليمن. معلقة بقولها، "لم يكن ذلك كافياً، بل تعمدت على حصار الشعب اليمني في واردات الوقود والغذاء والدواء". ولفتت الباحثة ثريا، أن تكتيكات السعودية في اليمن تشبه بشكل مخيف إسرائيل في حصاره غزة: الحصار، الضربات الجوية المدمرة، تفجير المدارس والمنازل والمستشفيات، والعقاب الجماعي. باختصار، ما تفعله السعودية بالشعب اليمني هي جرائم حرب. لأكثر من 3 أشهر، تقود المملكة العربية السعودية من قبل تحالف أغنى وأعظم الدول على الكرة الأرضية، هذه الحملة الشرسة، بهدف دحر "الحوثيين" الذين سيطروا على أجزاء واسعة من البلاد. وعلقت الباحثة على ادعاءات سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة، الجبير، الذي أعلن، بشجاعة، أن الضربات الجوية والعمليات العسكرية على اليمن، "لحماية" الشعب اليمني و"إعادة الحكومة الشرعية" بقولها: (يا لها من "مسخرة"! تحالف تقوده السعودية على دولة فقيرة - دون تفويض من الأممالمتحدة - التي هي المسؤولة عن تفاقم الأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق). وماذا عن دفاع المملكة العربية السعودية ل"الحكومة الشرعية"؟ المملكة العربية السعودية - معقل الديمقراطية - تقول إنها تريد إعادة الحكم إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تولى السلطة خلال انتفاضات الربيع العربي عام 2011. لنكن واضحين. مشاركة المملكة العربية السعودية في اليمن ليس من أجل حبها في "الديمقراطية". ما تفعله هو لأجل منافستها اللدودة "إيران". إذا كانت الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية قلقة جداً من مسألة استعادة الحكومات الشرعية، لماذا لم تدافع عن الرئيس المنتخب ديمقراطياً، محمد مرسي، الذي يقبع منذ عامين في السجن، بعد الانقلاب العسكري غير الشرعي الذي قاده الدكتاتور العسكري عبد الفتاح السيسي وبمساعدة وبدعم من السعودية؟ قبل 3 أسابيع، فجر انتحاري من تنظيم "داعش" نفسه في مسجد الإمام جعفر الصادق في الكويت في شهر رمضان وقتل 27 من المسلمين الشيعة وهم يؤدون صلاة الجمعة. لايختلف ذلك التفجير في جامع بالكويت عن تلك الضربات السعودية التي استهدفت 6 منازل ومدرسة ومركزاً ثقافياً، و5 أسواق ومحطة بنزين مزدحمة بسائقي السيارات، في صعدة؟ قتل 27 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 17 طفلاً. فبينما دانت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها المقربون، وكذلك الجماعات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم تنظيم "داعش" عن التفجيرات التي ارتكبها في مسجد الإمام جعفر الصادق وغيره في القطيف، لم يكن هناك أي أمريكي، غربي أو شرق أوسطي أو أي غضب حكومي جاد توجه انتقادها وإدانتها إلى مملكة "النفط" التي قتلت ودمرت شعباً ووطناً بأكمله. وبينما هرع العديد من القيادات الإسلامية لإدانة تنظيم "داعش" الإرهابي، انحرفت تلك الأصوت وغضت الطرف عن إدانتها المملكة العربية السعودية - التي تدعي بأنها "خادمة" الإسلام - وتمطر اليمن بالقنابل والصواريخ دون أي اعتبار لشهر رمضان. واختتمت الباحثة الجنوب أفريقية بقولها: "هؤلاء القادة الذين لم ينتقدوا أو يدينوا القصف الممنهج والمدمر بقيادة السعودية في اليمن، لم ولن يدينوا الحرب الإسرائيلية القادمة ضد غزة". للكاتبة والباحثة في الشؤون الإسلامية، ثريا دادو، تعمل في مجموعة Network وهي جماعة دعوية ومقرها في "جوهانسبرج" في جنوب أفريقيا.