أوردت صحيفة لوفيجارو الفرنسية تصريحات لوزير الخارجية السعودي تخلى بموجبها عن المقولات التي سوقت وبررت الحرب البربرية على اليمن أرضاً وانساناً ومقدرات منذ مارس 2015 ، باعتبارها حرباً ضد "المتمردين الحوثيين الانقلابيين الرافضة المجوس ،وعملاء ايران المدعومين من قبلها". وكتب الصحفي المخضرم جورج مالبرينو، كبير مراسلي صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في المنطقة، أن المملكة العربية السعودية غيَرت أولوياتها في اليمن، حيث لاحظ تحولا طرأ على الموقف السعودي باعتراف دبلوماسي فرنسي في الخليج. هذا التغيّر في الموقف بدا واضحا أيضا، وفقا لما كتبه جورج مالبرينو، في المقابلة التي أجراها مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وأوضح فيها أن "داعش" والقاعدة: "هما أول أعدائنا في الجزيرة العربية". ويرى الكاتب أن الرياض، كانت إلى وقت قريب، ترى أن الحوثيين، متمردين وتدعمهم عدوتُها إيران، وانهم يمثلون التهديد الرئيس للمملكة. ولهذا السبب، فإن طائرات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ مارس من العام الماضي كانت تستثني المواقع الجهادية لتنظيمي القاعدة وداعش من القصف في اليمن. وكشف جورج مالبرينو أن هذا الموقف السعودي تغيّر تحديدا بداية من 20 ابريل الماضي، وهو ما أشاع ارتياحا كبيرا لدى الأمريكيين الذين كانوا يدفعون الرياض إلى قصف مواقع الجهاديين في اليمن. وصرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، كما نقل عنه الكاتب، في حواره معه خلال حضوره في باريس يوم الاثنين الماضي اجتماعا حول سوريا، أن "القاعدة وداعش" إرهابيون، وأن ا"لحوثيين هم يمنيون وهم جيراننا ونحن نتفاوض معهم"، مضيفا "سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الحوثيين يظلون جزء من النسيج الاجتماعي لليمن". ونقل الكاتب أن الجبير أبدى تفاؤلا نسبيا حول المفاوضات الجارية في الكويت بين وفدي الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وأفاد أن هناك تقدما في قضايا معينة، ولا تزال بعض الخلافات حول قضايا أخرى، مُعربا عن أمله في التوصل إلى تسوية سياسية قريبا. وقد انعكس هذا، وفقا لما كتبه "مالبرينو"، في الاتفاق الذي حصل قبل يومين على الإفراج عن نصف المعتقلين لدى الطرفين خلال 20 يوما. ( صحف ووكالات )