بدخول العدوان السعودي الاماراتي على اليمن شهره الخامس عشر ، يواصل الشعب والجيش واللجان الشعبية صياغة أروع ملاحم الصمود والتحدي ، بدمائهم وبطولاتهم وتضحياتهم وانتصاراتهم التي منعت العدو من تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية لحربه القذرة على اليمن. وبدخول العدوان السعودي شهره الخامس عشر ، تدخل مشاورات الكويت يومها الستين برعاية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يبدو انه يُغرِّد خارج سرب الأممالمتحدة ، منذ إن رفض مجلس الأمن الدولي في إجتماعه بتاريخ 26 مايو 20016 مشروع "خارطة طريق" تقدّم بها السيد بان كيمون بشأن خطة عمل مبعوثه الخاص في اليمن لرعاية تسوية سياسية دائمة ، وأعادها اليه مؤكداً على إعادة صياغتها خلال 15 يوما .. وهي الخارطة التي أعدّها ولد الشيخ بالتنسيق مع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ، حيث يتصرف ولد الشيخ في إدارته لمشاورات الكويت وكأنه مبعوث خاص للسعودية في اليمن ، بدلاً من صفته الأممية كمبعوث خاص للأمم المتحدة !! من نافل القول ان مشاورات الكويت تزامنت مع رفض العدو السعودي الالتزام بوقف العدوان الغاشم وفك الحصار الجائر ، من خلال تصعيد العمليات العسكرية جوا وبرا وبحرا بشكل غير مسبوق ، بما في ذلك تكثيف الزحوفات والتعزيزات الحربية لمرتزقته وعملائه المحليين على الأرض ، وتوسيع نطاق الحرب الاقتصادية والاعلامية والنفسية ، بالاضافة الى تسخير طابوره الخامس في الداخل لشق الصف الوطني ونشر التسريبات المضللِّة من أجل تسويق الحلول التي يريد العدو السعودي فرضها عبر مشاورات الكويت ، وتحقيق نصر سياسي عبر المفازضات لم يكن ممكنا تحقيقه على امتداد 15 شهرا من الحرب القذرة على اليمن ، بسبب صمود شعبنا الذي يرفض الاستسلام والخضوع مهما كانت التحديات. الثابت ان وفدنا الوطني في الكويت صمد في وجه مختلف الضغوط ومحاولات الاختراق طوال ستين يوما من المشاورات التي تدور حول مجموعة من الحلقات المفروغة ، نتيجة عدم جدية الطرف الآخر المفاوض ، وقيامه بمحاولة إجهاض المشاورات عدّة مرّات بواسطة الانسحابات المتكررة وعدم التعاون لتحريك الملف الانساني الخاص بالأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية ، بعلم ومعرقة ولد الشيخ الذي لم يحرّك ساكنا. ولا شك في أن وفدنا الوطني يستمد صموده وثباته ، من صمود وثبات شعبنا وانتصارات الجيش واللجان الشعبية غير المسبوقة في مختلف جبهات التصدي للعدوان والدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله ، منذ يوم 10 أبريل 2016م الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة خظة شاملة لوقف اطلاق النار ، تمهيدا لبدء مشاورات الكويت. لازلنا نتذكّر كلمة الزعيم علي عبدالله صالح لدى ترؤسه إجتماعا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في فبراير 2016 بمناسبة دخول العدوان على اليمن شهره الحادي عشر ، حين قال ان الحرب لم تبدأ بعد ، وإن اليمنيين مستعدون لمواصلة الصمود والتحدي 11 عاما أخرى. وفي السياق ذاته لا يزال اليمنيون يتذكرون كلمة السيد عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله بمناسبة مرور عام على هذه الحرب القذرة ، حين أكد قدرة واستعداد الشبعب اليمني على مواصلة القتال دفاعا عن السيادة والاستقلال جيلا بعد جيل ، مهما كانت التحديات والتضحيات. واليوم .. وبمناسبة دخول مفاوضات الكويت شهرها الثالث ، بوسعنا القول ان شعبنا الذي حقق انتصارات غير مسبوقة على الأرض ، وأربكَ حسابات ومراهنات العدو منذ بدء مشاورات الكويت ، عازم ً على مواصلة الصمود والتحدّي ، وبرفض بيع استحقاقات الصمود والنصر بأي شكل من الأشكال. وبالقدر ذاته سيواصل وفدنا الوطني في مشاورات الكويت صموده وثباته في مهمته الوطنية المقدّسة حتى النفس الأخير ، إنطلاقا من صمود شعبنا على الأرض ، ووفاءا لتضحيات الشهداء والجرحى والمتضررين .. ويخطئ من يراهن على أن وفدنا الوطني الصامد والثابت سوف (يفسي) في آخر ركعة . ___ *نقلا عن الصفحة الرسمية للكاتب بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك