على مدى الشهرين الماضيين من عمر محادثات السلام اليمنية المتعثرة التي تستضيفها الكويت برعاية الأممالمتحدة سُجلت مئات الخروق من قبل القوات الموالية ل«تحالف العدوان بقيادة السعودية» المسنودة بمجموعات من مليشيا حزب الاصلاح «إخوان اليمن» وتنظيمات ارهابية اخرى في عديد من المناطق اليمنية لاسيما مديرية نهم الواقعة غربي محافظة مأرب والتابعة ادارياً لمحافظة صنعاء. ونقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصادر عسكرية يمنية ميدانية قولها بأن قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» وخلال هذه الفترة صدّت أكثر من 430 هجوماً برياً مسنوداً بطائرات «التحالف» الذي شنّ أكثر من 240 غارة جوية في عدد من جبهات مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء في مناطق صلب والمشجع وحريب نهم ومسورة. وحاولت القوات الموالية ل«التحالف» خلال الأسابيع القليلة الماضية تسجيل أي تقدم في عدد من الجبهات، خصوصاً في حريب نهم القريبة من بني حشيش، وهددت عدداً من القرى المناهضة لها بالقصف العشوائي. كذلك نفذت عشرات محاولات التسلل في اتجاه جبل فاطم الاستراتيجي المطل على حريب القراميش. وعلى وقع ذلك أكدت ذات المصادر العسكرية الميادانية أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» حققت خلال اليومين الماضيين تقدماً عسكرياً كبيراً في عدد من جبهات مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، بعد مواجهات عنيفة خاضتها مع القوات الموالية للتحالف السعودي التي حاولت مطلع الاسبوع الجاري التقدم في منطقة بني بارق التابعة لنهم القريبة من صنعاء، بإسناد جوي من طائرات «التحالف». وقالت المصادر العسكرية بأن قوات الجيش اليمني و«اللجان» سيطرت على أربعة مواقع جديدة في منطقة حريب نهم المرتبطة بمنطقة حريب القراميش شرقي محافظة صنعاء، وعلى عدد من التباب المطلة على وادي حريب من الجهة الجنوبية. وكانت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» قد تقدمت في نهم مطلع الأسبوع، وتمكنت من استعادة جبل حلبان الاستراتيجي في مديرية فرضة نهم، والذي يمتد حتى الأطراف الغربية لمحافظة مأرب. واستكملت قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، مساء الاثنين الماضي، سيطرتها على جبل فاطم الاستراتيجي في حريب نهم، غربي محافظة مأرب، بعد مواجهات مع القوات الموالية ل«التحالف» والمجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح»، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وخلفت قتلى وجرحى من الطرفين، فيما واصل الجيش و«اللجان» التقدم باتجاه وادي نملة ومنطقة الضبيعة. وأفاد مصدر أمني في محافظة صنعاء باندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة فجر أمس في منطقة بران بين الجيش و«اللجان» من جهة، والقوات الموالية ل«التحالف» من جهة أخرى، استخدمت فيها الأسلحة الثقلية، أعقبها تحليق مكثف لطائرات «التحالف» التي شنّت غارات على منطقة بني بارق في المديرية نفسها. وفي جبهات محافظة مأرب، افادت صحيفة الاخبار اللبنانية نقلا عن ذات المصادر أن مواجهات عسكرية عنيفة دارت بين الجانبين خلال اليومين الماضيين تمكنت خلالها قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من استعادة موقعين استراتيجيين في منطقة المشجح (جنوبي جبل هيلان) من الجهة الشمالية، وصدّت محاولة تسلل نفذتها القوات الموالية ل«التحالف» في مناطق فرع العرقوب والمشجح، كذلك تبادل الطرفان القصف المدفعي في مناطق العطيف. وشهدت جبهة المخدرة في الجدعان في محافظة مأرب معارك عنيفة بين قوات الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة والقوات الموالية ل«التحالف» من جهة أخرى، انتهت بتقدم الجيش و«اللجان الشعبية» في موقع أبو خرص باتجاه الخط العام بعد دحر تلك القوات. ورغم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه من قبل الطرفين منذ العاشر من نيسان الماضي، لم تتوقف المواجهات والخروق في عدد من جبهات القتال مع اصرار تحالف العدوان السعودي على تفجير الاوضاع العسكرية الميادانية بمزيد من التحشيدات والتعزيزات بغية افشال محادثات الكويت وسعيا نحو احراز انجاز عسكري ميداني عجز عن بلوغه بكل الامكانيات خلال 15 شهر منذ بدء عدوانه الشامل على اليمن.