حذر خبير الإغاثة المخضرم يان إيجلاند ، الأربعاء 3 مايو/ايار 2017، من أن اليمن يواجه مجاعة كبرى نتيجة استمرار الحرب والعدوان التحالفي الذي يقوده السعودية والامارات وحصار التجويع الجماعي الذي يفرضه جوا وبرا وبحرا. ويعاني اليمن حربا وعدونا لتحالف من 17 دولة بقيادة السعودية منذ عامين ونيف بنهج يومي من ارتكاب جرائم الحرب والتدمير الشامل بمختلف انواع الاسلحة بالتزامن مع حصار اقتصادي بري وجوي وبحري منعا لتدفقات السلع الغذائية والوقود والدواء. وتسببت الحرب في انهيار الاقتصاد وقلصت بشدة واردات الغذاء والوقود التي يعتمد عليها اليمن بشكل تقليدي. وتشير تقديرات إلى مقتل وجرح أكثر من اربعون آلف مدني في اليمن بغارات وهجمات تحالف السعودية التي دمرت ايضا مدنا وقرى ولكامل البنية التحتية والمنشأت المدنية والحيوية الاقتصادية فضلا عن تقوية نفوذ الجماعات الارهابية التي تقاتل بدعم التحالف وتحت مضلته لاحتلال كامل اليمن وتركيع شعبه المتصدي للعدوان ببسلة وتضحية وتقسيمه لدويلات وتقاسم السيطرة الخليجية عليها كمغانم. ويرأس إيجلاند المجلس النرويجي للاجئين وهو أيضا مستشار للأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في سوريا. ونقلت وكالة رويترز عن اتنجلاند عبر الهاتف من العاصمة اليمنيةصنعاء قوله إن الحرب في اليمن أصغر من تلك الدائرة في سوريا إلا أنها أدت إلى كارثة كبرى. وأضاف قائلا "كل جهودنا من خلال برنامج الأغذية العالمي وصلت إلى 3.1 مليون شخص من سبعة ملايين على شفا المجاعة. هذا يعني بالأساس أن أربعة ملايين شخص لم يحصلوا على شيء في أبريل (نيسان) وأن هؤلاء الناس يدخلون في دائرة المجاعة الفعلية". ومضى قائلا لرويترز بعد أن زار صنعاء وميناء عدن وبلدة عمران "سنواجه مجاعة كبرى إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن حيث لا يحصل على المعونات الإنسانية إلا جزء من أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها". وقال إيجلاند إن الأزمة لا تلقى الاهتمام الدولي الذي تستحقه لأن عددا قليلا من الصحفيين والدبلوماسيين هم الذين يمكنهم دخول البلاد. واضاف إيجلاند "أنا أخرج من هنا غاضبا من أولئك الرجال الذين يملكون السلاح والسلطة داخل اليمن وفي عواصم المنطقة وعواصم دولية وهم عاجزون عن حل أزمة من صنع الإنسان... هذا ليس اختراع صاروخ". وأضاف أن نصف مليون طفل قد يهلكوا في أي وقت وأن هذا يحدث للكثيرين بالفعل داخل منازلهم "في هدوء وبشكل مأساوي". وحث إيجلاند الولاياتالمتحدة وبريطانيا على وقف الحرب إذ أنهما حليفتان للسعودية التي تقود مع الامارات تحالفا عسكري عدوانيا منذ اكثر من عامين على اليمن ارضا وانسان بمزاعم إعادة حكومة الرئيس المنتهية ولايته الخائن عبد ربه منصور هادي إلى السلطة واتجثاث اليمنيين المدافعين عن ارضهم وبلدهم وانهاء النفوذ الايراني غير الموجود اصلا في اليمن عبر قتل شعبة بمختلف انواع الاسلحة وعبر سياسة التجويع الجماعي . وناشد إيجلاند السعودية وإيران ودولة الإمارات العربية في بيان منفصل الكف عن "سكب الوقود على النار". وقال إن كل الدول المعنية يجب أن تعمل باتجاه وقف إطلاق النار وإجراء "محادثات سلام ذات مغزى" وأيضا رفع القيود الاقتصادية والعقوبات التي تفاقم الأزمة الإنسانية. واضاف إن السبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن هو إنعاش الاقتصاد المنهار إذ لا يمكن الحفاظ على شعب من 27 مليون نسمة من خلال مساعدات إغاثة. وقال إيجلاند "عندما لا يكون لدى الناس دخل وعندما ترتفع أسعار الغذاء في السوق إلى ثلاثة أمثالها لا يملك الجوعى سوى النظر إلى الغذاء المعروض في السوق، لا شرائه" مشيرا إلى عدم وجود مخزونات غذائية في اليمن. ومضى قائلا "لا يوجد احتياطي ولا توجد مخازن هناك كما هو الحال في كثير من مناطق الحروب الأخرى التي زرتها. كل شيء يذهب مباشرة إلى أفواه الجوعى."