تتزايد الدعوات العالمية لمكافحة التدخين في يومه العالمي الذي يصادف "ال31 مايو" من كل عام أملا في الخلاص من الموت البطيء الذي يودي بحياة خمسة ملايين شخص سنويا "شخص كل ستة ثواني" على صعيد العالم ،70 في المائة منهم في العالم النامي. واشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه في العام الماضي 2011م لقي 6ملايين شخص حتفهم منهم 600 الف ممن يتعرضون للتدخين السلبي.. متوقعة تلك التقارير إذا استمر هذا الاتجاه على ما هو عليه فإن تعاطي التبغ سيقتل ما يقرب من 10ملايين شخص كل عام خلال الفترة القادمة على مستوى العالم وحتى عام 2030 م أكثرهم من سكان البلدان المنخفضة الدخل ومتوسطة الدخل والتي يقع اغلب بلدانها في إقليم شرق متوسط. اليمن كجزء من هذا العالم تشارك بفعالية الجهود الدولية في نشر التوعية بمخاطر التدخين وأثره على صحة المدخن والبيئة المحيطة به عبر إقامة فعاليات وأنشطة متعددة. وبهذه المناسبة دعا مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الحكيم الكحلاني في الاحتفال الذي احتضنته القاعة الكبرى في جامعة صنعاء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين 31 مايو 2012 م والذي نظمه البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بالتعاون مع مؤسسة (قوافل للتنمية والإبداع) وشركة (م ت ن) للاتصالات - دعا مختلف الجهات ذات العلاقة الآباء والأمهات والتربويون في اليمن إلى التكاتف والتعاون لحماية الجيل القادم من التدخين الذي تقع على عاتقه بناء اليمن الجديد وهي شريحة الطلاب والذين يقدر عددهم بحوالي 6ملايين طالب باعتبارهم هدفا رئيسيا لشركات التبغ. مشيرا إلى أن منتجات التبغ بأنواعها تقتل 50%ممن يتعاطونها. وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل على توحيد وتنسيق الجهود الرسمية والشعبية لتخفيض نسبة المدخنين، والحد من الزيادة المتنامية في أعدادها، لافتا إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في توعية الشباب والأطفال والنساء بمخاطر التدخين على صحتهم وبيئتهم، والعمل على تعزيز الصحة وترسيخ مضامينها في ممارساتنا. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يتسبب في 90%من حالات سرطان الرئة و30%من السرطانات القاتلة و21%من أمراض القلب المميتة و88%من أمراض الرئة المزمنة حيث ينتج عنه عن أكثر من 4 آلاف مادة كيماوية 200 منها تعرف بالسموم القاتلة و60 منها تسبب مرض السرطان كما يؤدي التدخين إلى اصفرار الآسنان والأصابع وارتعاش اليد وبعوث رائحة كريهة من الفم ، كما تظهر أمراض كثيرة تأتي مع مرور الوقت وأحيانا فجأة كالسعال المزمن وقرحة المعدة وأمراض القلب ارتفاع ضغط الدم وظهور تجاعيد الوجه في سن مبكر وجلطات الدم في القلب. فيما حذرت دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة لندن من ان التدخين يتسبب في حدوث التدهور المعرفي لدى الرجال في منتصف العمر . وأكدت الدراسة التي نشرها موقع " نيوز هيلز" الاليكتروني ان الوظائف المعرفية لدى الرجال في سن الخمسين عاما تتراجع بسبب التدخين بما يعادل تدهور لدى الرجال غير المدخنين في سن الستين عاما. وقالت الدكتورة سيفيرين سابيا أستاذ علم الأوبئة بجامعة لندن إن نتائج الدراسة الجديدة تبين ان له تأثير ضار على النظام المعرفي، مشيرة إلى أن تأثيره يظهر مع سن الخامسة والأربعين. وحلل الباحثون بيانات 7236 موظفا في القطاع الحكومي البريطاني وتم سؤالهم عن عادات التدخين لديهم وتبين ان الوظائف المعرفية لدى المدخنين تتأخر بمعدل عشر سنوات عن غير المدخنين. ويؤكد الأطباء أن التخلص من التدخين مسائلة تحتاج إلى عزيمة كبيرة, وتغيير العادات المرتبطة به مثل شرب الشاي، وإتباع أسلوب غذائي بحيث يكثر المقلع عن التدخين من كثرة تناول الماء والسوائل بوجه عام ومن تناول الخضروات والفواكه والحليب كونه ذات تأثير قلوي في الدم ولا تثير الرغبة في التدخين وبالمقابل الابتعاد عن تناول اللحوم والدواجن والأسماك والأكلات الدسمة.