هناك نوعان من الناس الذين يعزهم الله بمال بعد فقر ، النوع الأول لا ينسى حاله السابقة من الفقر المدقع والحاجة والعوز والحرمان فيعمل بعد غناه على مساعدة الفقراء من واقع إحساسه بمعاناتهم وتجربته في سالف الزمان، والنوع الآخر عندما تتدفق عليه الأموال ينسى ماضيه ويتجبر ويتنكر بل وينخرط في جمع المزيد والمزيد ، وهذا النوع ينطبق على شخصية عبد الله بن حسين الأحمر فقد كان معروفاً بفقره وبؤسه في بداية أمره قبل قيام الثورة اليمنية وأثناءها ,وعندما شاءت الأقدار أن يختاره آل سعود لخدمة المخططات السعودية في خراب اليمن وإضعافها وتكريس تبعيتها تقاطرت عليه الأموال من كل حدب وصوب حتى وصل من خلال ذلك الدعم السعودي إلي بسط سيطرته وحصوله على نصيب الأسد من ثروة البلد . وبعد الوحدة المباركة تم تكريس هذه الثروة للتحكم بالوضع الداخلي اليمني من خلال الشركات التي حملت اسم شركات الأحمر وأولاده ,والتي حاولوا من خلالها السيطرة علي كل موارد الدخل اليومي للمواطن اليمني حتى وصل بهم الحال إلي منافسة المواطنين واحتكار أعمالهم والانخراط في أبسط الأعمال التجارية كالمطاعم وصالات الأفراح وورش صيانة السيارات والمطابع وغير ذلك مما ضاعف من هذه الثروة . وضاقت البنوك بهذه الأموال وتعددت الحسابات الأمر الذي دفعهم إلى فتح البنوك سواء بالداخل أم بالخارج من خلال شركائهم مثل بنك سبأ وبعض محلات الصرافة وذلك لكي تتسع لحركة هذه الأموال وإبعادها عن عيون الرقابة والمحاسبة وهي في اليمن عيون حولاء ترى وتحدق في فساد الصغار ولا تبصر شيئاً من فساد الحيتان . وكل هذا علي حساب المواطن اليمني المغلوب علي أمره وبما أنه معروف عن عبد الله الأحمر بخله الشديد وذلك بشهادة كل من عرفه فقد كان مستبعداً أن يسهم في أي عمل خيري وتوقع بعضهم أن يكسر أولاده قاعدة البخل وفي مقدمتهم حميد وحسين ويقدموا الدعم والمساعدات للأسر الفقيرة والمعوزين وتقديم المساعدات للمتضررين من أبناء صعده , أما حرف سفيان فهذا شئ مستحيل بحكم العداء التاريخي مابينهم وبين حرف سفيان والأنكى من ذلك أننا سمعنا منهم خطاب التشفي المقيت وهم يتاجرون بالموت على مرأى ومسمع سواء بالجيش الشعبي الذي شكله حسين بأموال السعودية أم بالمواقف السياسية سيئة الصيت لأخيه حميد والتي تفهم باجتزاء وسطحية دلالة على عمى الألوان الذي أصيبت به طبقة السياسيين في اليمن ،فمن يتذكر تحريضه ضمنياً على مواصلة الحرب على صعدة من خلال لقائه الشهير مع قناة الجزيرة القطرية. والحقيقة التي تتضح جلياً كل يوم بالنسبة لثروة الأحمر وأولاده هي أن ماجئ بالحرام لا يمكن إلا أن يظل في دائرة الحرام والفساد ويلحظ المرء دون عناء أن إنفاقهم للأموال يصب دوماً وأبداً في خانة حشد الناس ليس من أجل الوطن ومعاناتهم بل من أجل الضغط علي الحاكم للانخراط في دوائر القرار مجدداً ولإعادتهم إلي مربع الشراكة في السلطة بعد أن نبذهم شريكهم في نهب وثروة البلد منذ قيام الوحدة اليمنية وما قبلها ، ولا نرتاب لو أن شريكهم بدل حساباته السياسية وأذعن لمطالبهم لاسيما بعد أن تربع حميد على عرش اللقاء المشترك لتصبح السلطة والمعارضة وجهان لعملة واحدة. نقلاً عن حرف سفيان - المحرر السياسي