الحزب العشريني الشاب في عمرة الكهل في قيادته لم يتردد يوماً في استخدام كل ما يمكنه في سبيل الوصول الى مبتغاه وتحقيق أهدافه وهو في سبيل ذلك يمكن أن يتبرأ "في لحظة" من الرحم الذي أحتواه ودفع به خارجاً الى النور، بل وقد لا يتردد في الأخذ بأحاديث نبوية كان يطعن فيها في فترة زمنية لم تكن تصب في مصلحته وأصبح يحتج بها، وقد يجيّر بعضها لحسابه أو يُأوّل الآيات القرآنية بما يوافق هواه. استغلال الدين سياسياً في هذا التكتل ليست وليدة الصدفة ولا براءة اختراع تحسب للحزب وإنما هي نتيجة طبيعية وامتداد للفكر الذي بنى عليه أركانه ونشأ في حضيرته، الفكر الذي يتسع لكل المتناقضات في هذا الكون ويرفض المنطق، الفكر الذي يسخّر الدين لمصلحته معتمداً على الكثير من المغالطات التاريخية والتحريف النقلي المتعمد. ولعل ما يؤيد طرحنا هو تشابه كل التكتلات السياسية والدينية حول العالم التي تقوم على هذا الفكر وكيف تُغير سياساتها واطروحاتها وفق المعطيات الجديدة التي تطرأ على الساحة. حزب الإخوان فرع اليمن "الإصلاح" إسم على غير مسمى فلا يمكن بأي حال من الأحوال إسقاط إسم الحزب على عمله، فالعمل مغايير تماماً للافتةالمعلقة على باب كل فرع من فروعه وأدواته، يقول ما لا يفعل ويفعل عكس ما يقوله للآخرين، يتحدث بلغة الأخوة والوطنية ويمارس كل أنواع العنف والإقصاء ضد من يخالفه في الرأي والمعتقد، يدعو الى الدولة المدنية وهو عنها أبعد من المشرق الى المغرب، يظهر العداوة لليهود والنصاري وهو أحرص الاحزاب على التقرب منهم والركون إليهم والحصول على عطاياهم واشدها دفاعاً عنهم وأكثرها تواصلاً معهم. التناقض الذي يعيشه هذا الحزب والذي أصبح جزء من تكوينة جعل الكثير من الناس تنفر منه لأنه تنظيم لا يمكن الوثوق به ولا الركون إليه بأي حال من الأحوال حتى لو كنت من منتسبيه فبمجرد الشعور بأنك أصبحت تهدد مصالحه أو حتى الشعور بعدم جدواك في تنظيمه قد تجد نفسك خارج خارطته على أقل تقدير إذا لم تطبق عليك الآية الكريمة في قوله تعالى "{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} صدق الله العظيم. هكذا اتسمت سياسة هذا الحزب بالسعي للحصول على كل شيء مهما بلغ من الحرمة فليس بمعجزٍ لهم شيء وعندهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله وعلى آله. وأصاب أمير الشعراء "أحمد شوقي" في قصيدة قال فيها: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين و يقول الحمد لله إله العالمين يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين أنهم قالوا و خير القول قول العارفين مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا