وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا يوم الجمعة يحظر تبني الأمريكيين للأطفال الروس ويفرض عقوبات أخرى ردا على قانون أمريكي جديد لحقوق الإنسان يقول بوتين إنه يضر العلاقات بين البلدين. ووصفت واشنطن القانون الروسي الجديد بأنه خاطئ وقالت إنه يربط مصير الأطفال "باعتبارات سياسية لا علاقة لهم بها" ويقول محللون إنه من المرجح أن يعمق فتورا في العلاقات الأمريكية الروسية ويضر بصورة بوتين في الخارج. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن مفوض حقوق الطفل في روسيا قوله إن 52 طفلا كان يتم إنهاء اجراءات تبنيهم من أسر أمريكية سيبقون الآن في روسيا. ويبدأ في الأول من يناير كانون الثاني تنفيذ القانون الذي أثار غضب ليبراليين ومدافعين عن حقوق الطفل في روسيا. ويقضي القانون الذي أصدره الكرملين بحظر نشاط بعض المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا أمريكيا ويفرض قيودا على إصدار التأشيرات ويجمد أصول الأمريكيين الذين يتهمون بانتهاك حقوق الروس في الخارج. وكان مشرعون موالون للكرملين قد وضعوا مشروع القانون في البداية ردا على القانون الامريكي المعروف باسم قانون ماجنيتسكي والذي يحظر دخول الروس المتهمين بارتكاب انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان وبالضلوع في وفاة المحامي المناهض للفساد سيرجي ماجنيتسكي اثناء احتجازه. وتمت إضافة القيود على التبني والمنظمات التي لا تهدف للربح الى مشروع القانون في وقت لاحق مما صعد الخلاف مع واشنطن في وقت تشهد فيه العلاقات توترا بسبب قضايا مثل الأزمة السورية. وقد يزيد قانون حظر التبني تشويه المكانة الدولية لبوتين في وقت تتعرض فيه سياسته لتدقيق شديد بسبب ما يقول منتقدوه إنه حملة على المعارضين منذ أن عاد إلى الكرملين للمرة الثالثة في مايو أيار. وقال ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين إن قانون ماجنيتسكي قوض بشدة محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "لإعادة ضبط" العلاقات التي أطلقها في فترة ولايته الأولى لتحسين العلاقات بين خصمي الحرب الباردة السابقين. ووقع بوتين كذلك مرسوما يقضي بتحسين رعاية الأيتام في محاولة لتهدئة الأصوات المعارضة لقانون حظر التبني. ويقول منتقدو التشريع الروسي الجديد إن بوتين جعل رفاهية أطفال محاصرين في ملاجئ للأيتام مكتظة ومضطربة رهينة لمناورات سياسية. وأضاف المنتقدون إن ملاجئ الأيتام الروسية مكتظة على نحو مرعب وأن معدلات التبني من قبل عائلات روسية لا يزال متواضعا حيث كانت هناك 7400 حالة تبني في عام 2011 مقابل 3400 حالة تبني عائلات أجنبية لأطفال روس. وتقدر بيانات حكومية عدد الأطفال الأيتام في روسيا بما يزيد على 650 ألف طفل. وتشير البيانات إلى أن من بين هؤلاء فإن 110 آلاف يعيشون في مؤسسات ترعاها الدولة في عام 2011 . وتبنى أمريكيون أكثر من 45 ألف طفل روسي منذ عام 1999 من بينهم 962 طفلا تم تبنيهم العام الماضي. وطبقا لاستطلاع للرأي أجرته في 23 ديسمبر كانون الأول مؤسسة الرأي العام ومقرها موسكو قال 75 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إن روسيا يجب أن تفرض قيودا إضافية على تبني الأطفال في الخارج أو حظره. وستشعل تبرئة ساحة الشخص الوحيد الذي كان يحاكم في قضية مقتل ماجنيتسكي الاتهامات التي يوجهها منتقدو الكرملين بأنه لا نية لدى السلطات الروسية لتحقيق العدالة في قضية أضرت بصورة البلاد. وبرأت محكمة روسية ساحة ديمتري كراتوف النائب السابق لرئيس السجن الذي كان يحتجز فيه ماجنيتسكي قبل مقتله في عام 2009 . وبرأت المحكمة ساحة كراتوف بعد أن أسقط الإدعاء الاتهامات الموجهة له. وقال محامو عائلة ماجينتسكي إنهم سيستأنفون ضد الحكم ويطلبون إجراء مزيد من التحقيقات. وقال مجلس حقوق الإنسان بالكرملين إن من المحتمل أن يكون ماجنيتسكي تعرض للضرب حتى الموت لكن بوتين قال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي نقله التلفزيون إن سبب وفاته هو توقف القلب