دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى التوجه لمجلس الأمن والمطالبة بإصدار قرار منه من أجل وقف العدوان الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي. ووعد موسى الرئيس الفلسطيني بدعم عربي قائلا "توجه إلى مجلس الأمن يا سيادة الرئيس ونحن كلنا معك، بل خلفك"، وأضاف أن الجهد العربي يجب أن ينصب على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي. انطباع ولى زمنه وأكد موسى –خلال افتتاح مجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي يعقد الآن في القاهرة- أن أي سياسة يتفق عليها العرب يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أن هذا العدوان الإسرائيلي هو حرب على أهل غزة جميعا، وليس على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كما يدعي قادة الاحتلال. وطالب الأمين العام للجامعة العربية بعقد اجتماع للدول الموقعة على اتفاقية جنيف والضغط من أجل إرغام إسرائيل على حماية المدنيين، مضيفا أن المنطلق الأساس لكل ما يحدث في غزة هو حالة الاحتلال الذي يرزح تحته الشعب الفلسطيني، وأن "المشكلة هي الاحتلال والحصار، والباقي نتائج له". وأشار إلى أن من أهداف العدوان على غزة تكريس الانطباع الذي كان سائدا بأن "جيش إسرائيل لا يقهر"، وهو انطباع قال موسى إنه "ولى زمنه ولن يعود"، وإن الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا مدنية، ولو واجه جيوشا عربية لانهزم. وأوضح أن إسرائيل استفادت من ضياع الدور العربي وضعف الموقف العربي وانقسام الصف الفلسطيني، وأن "ما نشهده الآن في غزة يساهم فيه الصراع الداخلي بشأن الانتخابات الإسرائيلية القادمة، ولو كانت أهداف إقليمية أخرى سهلة لإسرائيل ولو كان الموقف الدولي مشجعا لوجهت النيران حولها". وفي تعليق على ما جرى في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن ما صدر عن الاجتماع لحد الآن هزيل، معتبرا أن الدعوة إلى إحالة القضية على مجلس الأمن يعني أن الدول العربية ترفع يدها عن القضية، كما أن هذا الأمر يعطي "الفرصة لإسرائيل من أجل الإجهاز على ما تبقى من غزة". وأشار أبو زهري إلى أن الاجتماع لم يشر إلى الحصار المفروض على غزة، مطالبا المسؤولين العرب باتخاذ خطوات عملية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة. وبخصوص الانقسام الفلسطيني، قال أبو زهري إن المسؤول عن عدم تحقيق المصالحة الفلسطنية هو "النظام الرسمي العربي"، و"عدم التوازن" في موقف الراعي الرسمي للحوار الفلسطيني الداخلي. قمة في مهب الريح وينعقد مجلس وزراء الخارجية العرب لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة وسبل العمل على وقفه، ودراسة إمكانية عقد قمة عربية طارئة، في حين عقد وزراء خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة أمس اجتماعا تشاوريا في العاصمة الليبية طرابلس، واتفقوا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم سكان القطاع بكل الوسائل. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة حسين عبد الغني إن المؤشرات تدل على أن السقف المتوقع لقرارات الاجتماع الوزاري العربي "محدود جدا"، مشيرا إلى أن انعقاد قمة عربية طارئة "أصبح في مهب الريح". وأضاف أنه حسب معلومات من الأمانة العامة للجامعة العربية فإن عدد الدول التي أعلنت موافقتها على عقد القمة لا يتجاوز عشر دول، في حين يشترط ميثاق الجامعة على موافقة ثلثي أعضائها لعقد القمة. وأكد أن هناك تحفظا مصريا واضحا على عقد القمة، وأن المتوقع من الاجتماع الوزاري حتى الآن هو إقرار حل وسط قد يكون في الغالب تشكيل وفد وزاري عربي يعرض على مجلس الأمن قضية العدوان الإسرائيلي على غزة. كما يأتي الاجتماع الوزاري العربي في ظل تحركات دبلوماسية عربية ودولية لوقف العدوان الإسرائيلي، حيث أجرى أمس رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالعاصمة أنقرة مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ومن المقرر أن يلتقي كذلك رئيس البلاد عبد الله غل. وفي السياق نفسه دعت القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها أمس في العاصمة العمانية مسقط، المجتمع الدولي، إلى التحرك من أجل وقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ضرورة عقد القمة العربية التي دعت إليها الدوحة بصورة عاجلة. وفي ردّه عن سؤال بشأن ما إذا كان انعقاد القمّة العربية مع استمرار إسرائيل في ضرب القطاع سيحرج المشاركين بالقمّة؟ قال الأمير إنه ليس هناك ما يحرج القمّة وإنّ الحديث عن ذلك محاولة للتهرّب من انعقادها. المصدر : الجزيرة نت + وكالات