ترددت كثيرا من أن أكتب مقالا عن الثورة الحقيقية ونستمر كالعادة المتعارف عليها في رفع التهاني والتبريكات بهذه المناسبة واحترت لمن أرفعها وأين من الثوار أخاطب أثوار الأمس الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر بحسرة وندامة وألم على ما آلت إليه الأمور والى أن أوصلنا ثورتهم وتضحياتهم الكبيرة أم إلى فوضى اليوم وتجاذباته وتعقيداته تجعل الحليم بينهما حيران . عموما نهنئ أنفسنا وشعبنا ونسقط كل الألقاب والأسماء اليوم في حظرت الوطن الجريح والثورة الأم إلى حين تصحيح المسار كون ثوره 26 سبتمبر هي من أحدثت التغيير الحقيقي في حياة الشعب اليمني السبتمبري العظيم نتحدث اليوم وفي ظل ظروف بالغة التعقيد يشهدها الوطن ونحن نبحث جميعا عن القواسم المشتركة التي تجمع ولا تفرق وفتشنا كثيرا في صفحات التأريخ الحديث وحتى يومنا هذا علنا نجد ما يجمعنا برضا تام ويوحد صفنا وينهي صراعنا للأسف الشديد الفجوة تزداد أتساعا وكلا يدعي الحق والوطنية في أحداث فرضت علينا منذ مطلع 2011م وحتى اليوم جميعها مشاريع شقت الصف وجزأت الوطن وأدخلتنا في حروب وفتن لا يعلم منتهاها إلا الله . لكن أرجع وأقول ونحن نحتفل بالذكرى ال54 لثورة العظماء التي تحققت في ال26 من سبتمبر 1962م كثوره جامعه قام بها مختلف أبناء الشعب اليمني ضد الحكم الأمامي المستبد الرجعي والكهنوتي . وأقول فجرها وحماها الجميع بدون استثناء وكان في مقدمة الثوار الهاشميين ومن هنا قلت أنها جامعه وكتب لها النجاح كون أهدافها الستة لامسة معاناة الشعب ولم تكن الطريق ما بعد 62م مفروشة بالورود بل كانت معقده ولعل عدو اليوم هو نفسه عدو الأمس من دعم الملكيين في حربهم ضد الجمهورية الناشئة آن ذاك لكن وباعتبار ثورة ال26 من سبتمبر مشروع شعب ووطن بأكمله ولم تكن لفئة أو لحزب أو أسره أو لمذهب وبالتالي سقطت الرهانات وذهب دعم آل سعود للأماميين أدراج الرياح وبعدها تصالح اليمنيين تحت ظل راية ثورتي وعلى قاعدة (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ) وهاهو التأريخ يعيد نفسه وما أشبه الليلة بالبارحة آل سعود يدعمون الأئمة الجدد بس بلباس الطير الجمهوري وما حققته ثورتي سبتمبر وأكتوبر وال30 من نوفمبر وبفعل وحماقة أبناءه دمر كل شيء وكان للجارة الكبرى ما أرادته منذ زمن في إعادة اليمن إلى ما قبل التاريخ السبتمبري وهاهو وطن ال22من مايو والإنسان اليمني الذي رفض الظلم والارتهان يقاتل بشراسة ولقن الأعداء دروس قاسيه خاصة في الحدود لمن تجاوز الحدود في حق شعب ظلم على يد أبناءه ومن جيرانه الذين جاروا عليه بكبرهم وإمكانياتهم. صحيح الكلفة باهضة لكن لم يتركوا خيارا أخر للكثيرين في هذا الشعب التواق إلى ,الأمن والاستقرار والعيش الكريم والتصالح والتسامح وفي وطن يتسع للجميع بدون استثناء ومع كل هذا سنحتفل بعيدنا ال54 لثورة ال26 من سبتمبر وبعدها ال14 من أكتوبر وال30 من نوفمبر وال22من مايو وباختصار كل تأريخ يجمع اليمنيين ولا يفرقهم سنحتفل به شاء من شاء وأبى من أبى والله من وراء القصد