منذ أيام مرت علينا الذكرى التعيسة ليوم 14 أكتوبر يوم التمرد على مفهوم دولة عدن والجنوب العربي تمرد الحقد القبلي على المدنية والحرية والحضارة بكل معانيها وفي الأيام القليلة القادمة ، تأتينا الذكرى الأتعس في تاريخ دولة عدن والجنوب العربي 30 نوفمبر المشئوم والذي كُبِلَت فيه الحرية ودُفِنت الحضارة والإنسانية والازدهار والمدنية والحياة السياسية والاجتماعية والثقافية الزاخرة ،والتقدم والرقي والريادة والتعددية بأوسع معانيها، لتحل محلها السجون والاستخبارات وزوار الفجر والخيانة والحقد القبلي المقيت، ونصبت المشانق، فكثرت المشانق والمشنوقين، وكثرت السجون والمساجين، وكثر القتل والتنكيل والتمثيل والسحل بأبناء عدن ، فأبادوا أبناء عدن وتم تدمير بلدهم عدن، وطمس هويتهم ،ومارسوا الجهل والتخلف والحقد الدفين بأبشع صوره ،على شعبنا الأعزل. وإنطلاقاً من هكذا تاريخ أسود تجدونا نحن في تجمع أبناء عدن نرفض رفضا قاطعا هكذا تسمية لهكذا إرهاب وزيف في حق تاريخنا وبما يسمى بيوم إستقلال، أي أنه كان ولا يزال يوماً منافياً لشئ إسمه (الإستقلال) كوننا حتى اللحظة نحن أبناء عدن، أبناء المستعمرة البريطانيا، مستعمرة التاج البريطاني، لم نستلم أية وثيقة رسمية من حكومة صاحبة الجلالة أشارت فيها أو تشير إلى أنه قد جرى على الواقع إستلام وتسليم لدولة عدن، الأمر الذي على حين غرة فبركت فيه أمور غير شرعية لا ولا قانونية دولية أو مثلما يقال على غرار ما قد صار في كل أنحاء العالم بحسب الأعراف والعادات والتقاليد والقوانين والنظم والمشروعية، الأمر الذي أستفاذت منه مجرد حفنة من أصحاب الطموح الغير مشروع والمطامع في الإستيلاء على عدن، فأستولت فيه على كل مقدرات دولة عدن والجنوب العربي، بحيث أرست مجرد (سلطة) فقط، وليس دولة للجبهة القومية (قبحها الله) لإحراق الأخضر واليابس ، على يد جماعة من القتلة نصّبوا انفسهم حكام على هذا الوطن الغالي على قلوبنا ،ولم يكونوا على مستوى من الفهم والعلم والإدراك لا لهم دين ولا قيم ولا مبادئ ولا إنسانية ،ولا ذرة عقل من الذكاء الفطري الذي يوجد عند ابسط الناس في أي مجتمع كان حضري أو ريفي ،عجزوا عن فهم أو إدراك أو المحافظة أو إدارة قانون ، مثل قانون إدارة الأراضي في عدن، قانون مستعمرة عدن، فأستباحوه، ناهيك عن المحافظة على دولة غنيّة ببرها وبحرها وجغرافيتها وموقعها وتاريخها المشرق رغم محاولاتهم المستميتة لطمس كل ماله صلة بعدن من تاريخ وحضارة وإنسان وثقافة ... الخ...لأكثر من أربعة عقود وانحدرنا إلى مهاوي الردى ،إلى ماصرنا إليه الآن !!!...لانجد كلمات تترجم حالنا وما نحن فيه...!!لا نجد معاني تشرح بؤسنا وحاجتنا وذلنا وفقرنا وحقارتنا بعد أن كنا أسياد في بلدنا ،بلد الغني والفقير ،بلد كل الأديان والأجناس بلد النظام والقانون والحرية ...لا أجد تعبير غير إن بلدنا كانت ( جوهرة بفم قرد )..قرد لعين متخلف وحاقد أخرجها من فمه وحطها في مكان آخر ...حدّث ولا حرج. ونحن في هذه الظروف المأساوية وعلى بُعد أيام قليلة من الذكرى الحزينة التي المّت بعدن وأبناءها نحذر الأحزاب في الجمهورية اليمنية والثوار في الميادين من التعامل مع رموز النظام السابق في الجنوب المسئولين أمام الله والتاريخ والشعب عن تدمير دولة عدن والجنوب العربي وجرّها إلى التخلّف والضياع ...نعيد ونكرر بأنهم كانوا عبارة عن سلطة ولم يستلموا دولة ،وللحقيقة والتاريخ لم يستلموا وثيقة الاستقلال حتى اللحظة ومن عنده الحقائق فليعلنها للعالم ،وتجمع ابناء عدن يتحدى من يقول غير ذلك. ويعمل جاهدا تجمعنا على ترتيب وفتح وإعادة أرشفة ملفات سكان عدن والمقيمين فيها ويعتمد إحصائيات العام 1959م وإذا أرتأينا نحن أن نضيف، فربما قد نضيف بعض الشئ إلى فيما قبل العام 1967م باعتبار إن كل من سكن عدن في تلك الفترة هو عدني ويستحق نيل الجنسية العدنية متى ما أدرك التاريخ الحقيقي لعدن وتعامل به !! علما بأن من دخل عدن بقرار سياسي لايعتبر من أبناءها على الإطلاق ... في الربيع العربي الشعوب تحاكم حكامها، وانتم لازلتم ترفعوا صور من كبّل بلدنا ورماها للثقب الأسود ...حسبي الله. رئيس الدائرة الاعلامية / تجمع أبناء عدن [email protected]