منيت قبائل قيفة ورداع بوصمة عار قبلية، وشاع في أرجاء مختلفة من اليمن جدل صاخب واستنكار قبلي لتخاذل مشائخها ووجهائها عن نصرة الشيخ حزام الذهب رغم استغاثته بهم، وتركوه بمفرده يواجه أكثر من مائة عنصر إرهابي من تنظيم القاعدة حتى استشهد بعد أن قتل عدداً كبيراً منهم. الشيخ أحمد النقيب، وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز" وصف ما قام به مشائخ قيفة ورداع تجاه الشيخ حزام الذهب بأنه "حادثة غير مسبوقة في الأعراف القبلية عامة وفي عادات أبناء قيفة بشكل خاص"، مبدياً استغرابه من ذلك الموقف "رغم أن الشيخ حزام كان يدافع عن مناطقهملمنع إباحتها للارهابيين من قبل تنظيم القاعدة". وأكد إن جميع القبائل اليمنية تعتبر ما حدث "عار أسود سيبقى يلاحق أبناء رداع وقيفة على مدى التاريخ"، معرباً عن أسفه بأن مشائخ ووجهاء قيفة ورداع "طلعوا هنجمة على الفاضي ووقت الجد كلاً يخبيء رأسه في ديمة"- على حد تعبيره. من جهته قال ل"نبأ نيوز" صالح السعيدي- أحد وجهاء شبوة: إن القبائل صدمت عندما عرفت بحقيقة ما حدث في قيفة، وإن جميع المقايل لا جدل لها سوى حول المواقف الجبانة التي خذل بها مشائخ ووجهاء رداع وقيفة الشيخ حزام الذهب. ونوه إلى أن ما جرى "سوف يشجع تنظيم القاعدة على التمدد بمحافظة البيضاء بعد تكشفت له عورات المشائخ والوجهاء وعرف حجم رجولتهم". وفي محافظة البيضاء أكد مراسل "نبأ نيوز" أن حزناً كبيراً خيم على مختلف مناطقها لاستشهاد الشيخ حزام الذهب بتلك الطريقة، حيث إن الشارع الشعبي يتداول على مدار ساعات اليوم عبارات الاستنكار واللعن والشتم لمشائخ وووجهاء قيفة ورداع لامتناعهم عن نجدة ومؤازرة الشيخ حزام، رغم إنه هو من إنتقم لهم من "طارق" الذي قاد احتلال رداع وأباح الأنفس والأموال والأعراض في وقت كان المشائخ والوجهاء يفرون تاركين الأهالي يواجهون مصيرهم المؤلم على أيدي الارهابيين. ونسب المراسل إلى مصادر متطابقة في البيضاء، بأن منطقة "المناسح" برداع شهدت منتصف ليل الأربعاء مقتل القيادي بتنظيم القاعدة "طارق الذهب" على يد شقيقه الأكبر الشيخ حزام الذهب بعد مشادة بين المذكورين على خلفية ارتباط "طارق" بعناصر تنظيم القاعدة وتوريط المنطقة بقضايا إرهابية قد تجعلها ساحة للمواجهات مع الوحدات العسكرية والأمنية على غرار ما حدث في أبين. وقد طلب الشيخ "حزام" من "طارق" عدم إدخال عناصر القاعدة إلى منطقة المناسح ومنزل الشيخ أحمد ناصر الذهب "الحصن" إلاّ إن طارق اتهمه بالردة عن الاسلام وموالاة الكفار وطلب منه الاستتتابة لمدة ثلاثة أيام وإلاّ فإنه سيصدر حكماً من محكمة أنصار الشريعة بقتله، الأمر الذي استفز الشيخ حزام الذهب فقام بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً في الحال. وتوجه حزام الى "الحصن" للتمترس فيه ومواجهة تداعيات الحادثة بعد أن بلغه العلم بأن شقيقه "قائد الذهب" قام باستدعاء أكثر من (100) عنصر ارهابي من القاعدة لقتله. وقد أبدى الشيخ حزام الذهب قدرة عالية في مواجهة هذه العناصر واستطاع وبشكل منفرد وبدون مساعدة من أحد أن يدافع عن نفسه لأكثر من تسع ساعات حيث أن المعركة استمرت من الساعة 12:00 من منتصف ليل الاربعاء وانتهت الساعة 9:00 من صباح الخميس بقيام القاعدة بتفجير منزله بسيارة مفخخة بعد فشلها في اقتحام المنزل بفريق اقتحام ومدافع (بي 10) وتكبدهم خسائراص بشرية تجاوزت ثمانية قتلى أبرزهم "طارق الذهب" وصهره "أحمد الزوبه" و(7) جرحى أبرزهم "نبيل الذهب"- شقيق طارق- الذي تم الافراج عنه مؤخراً ضمن صفقة انسحاب القاعدة من رداع.