قال مصدر عسكري رفيع إن اللواء علي محسن الأحمر, قائد الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية المنحلتين, تراجع عن الاتفاق الذي توصل إليه مع رئيس الجمهورية, الخميس الماضي, بشأن إصدار بقية القرارات العسكرية الخاصة بهيكلة الجيش, والتي يرفض صدورها منذ إصدار رئيس الجمهورية, في 19 ديسمبر الماضي, قرار الهيكل الجديد للجيش والذي تضمن إلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الأولى من تكوينات الجيش, وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية الى منطقتين عسكريتين. وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, نقلاً عن مصدر رئاسي موثوق, أن الرئيس هادي اتفق مع اللواء الأحمر, في مقيل قات جمعهما الخميس في منزل الأول, على إصدار بقية القرارات العسكرية, على أن يتم تعيينه بها في قيادة المنطقة الشمالية, واستبعاد العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح من أي تعيين؛ إلا أن الأحمر تراجع عن الأمر, وأبلغ الرئيس هادي, في وقت متأخر من مساء الجمعة, رفضه خروج نجل الرئيس السابق من تشكيلة التعيينات الجديدة. وقال المصدر: "علي محسن أبلغ الرئيس هادي تراجعه عن اتفاق إقصاء أحمد علي من التعيينات الجديدة؛ رغم أن اللواء الأحمر كان قد فرض شروطا كثيرة لصالحه, وقبلها هادي وبينها تعيين عدد كبير من الضباط المحسوبين عليه ضمن القيادات الجديدة في الألوية, والهيكل لوزارة الدفاع, والتشاور معه والاتفاق على أغلب القيادات العسكرية التي سيتم تعيينها في قيادة الألوية والمعسكرات. وأعطاه الرئيس هادي كل الصلاحيات في التعيينات مقابل أن يقبل بخروج وإقصاء أحمد علي, ووافق على ذلك؛ غير أنه تراجع عنه مساء اليوم التالي". وأضاف المصدر: "الرئيس هادي استاء كثيراُ من تراجع علي محسن, وهذا التراجع أدهش الرئيس, وجميع المطلعين على أمر الاتفاق. وحتى الآن لم يعرف ما إذا كان سيصدر القرارات العسكرية هذا الأسبوع أم لا". وأشار المصدر الى أن رئيس الجمهورية سيغادر, اليوم, الى العاصمة الروسية موسكو في زيارة الى روسيا الاتحادية لم يعرف كم ستستمر. وتابع: "أتوقع أن علي محسن حسب المسألة, واستشار, وأشار عليه مستشاروه برفض خروج أحمد علي؛ لأنهم اعتقدوا, كما يبدو, أن خطة الرئيس هادي تقوم على التخلص من أحمد علي, وإعطاء علي محسن ما يريد, وبعدها يتخذ إجراءات لإقصاء القيادات العسكرية التي عينها تلبية لشروط ومطالب علي محسن". وقال المصدر: "يبدو أن علي محسن اعتبر موافقة الرئيس هادي على شروطه مصيدة فأر سيدفع ثمنها بعد صدور القرارات. ومع ذلك؛ أتوقع أن علي محسن يضغط على هادي للحصول على مزيد من التنازلات ليكسب أكثر في تعيين ضباط موالين له في القيادات العسكرية الجديدة". وأضاف: "القرارات جاهزة لدى وزير الدفاع؛ لكن لو أتفق هادي مع اللواء علي محسن فمن الصعب عليه إصدار بقية القرارات العسكرية. والمعلومات تقول إن قائد الفرقة يتحدى ويهدد بأنه سيعصدها عصيد, إذا صدرت أي قرارات فيها مخالفة لما يريد". وكان مصدر سياسي رفيع أبلغ الصحيفة, الجمعة, أن لقاء جمع الرئيس هادي وعلي محسن, في مقيل قات عصر الخميس, في منزل هادي ب"الستين الغربي", لم يحضره أحد غير محمد هادي, سكرتير الرئيس. وأوضح المصدر أن الرئيس هادي طلب بعد اللقاء تجهيز القرارات العسكرية الخاصة بتعيين ادة المناطق العسكرية السبع. وأفاد المصدر بأن رئيس الجمهورية وافق على كل شروط ومطالب اللواء الأحمر, والتي تتضمن تعيين عدد من الضباط في عدد من الألوية والمعسكرات, بينهم هاشم الأحمر, الذي من المتوقع أن يتم تعيينه في قيادة أحد الألوية العسكرية في العاصمة صنعاء أو ما حولها, تنفيذاً لطلب أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, الذين يقول المصدر إنهم يريدون تأمين أنفسهم في العاصمة. وأوضح المصدر أن الاتفاق كان يتضمن بقاء الفرقة الأولى مدرع كما هي, وتحت سيطرة علي محسن, على أن يتم تغيير اسمها الى اسم جديد بحيث يتم التعامل معها كلواء عسكري قد تسند قيادته الى علي محسن, الى جانب المنطقة الشمالية العسكرية, أو الى ضابط آخر يقترحه الأحمر. نقلا عن صحيفة الشارع