جدد عدد من سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية انتقاداتهم لأداء الحكومة الذي وصفوها بالغير مشجع للدول الداعمة والمانحة وللمنظمات الدولية التي تسعى إلى دعم اليمن مسيرة العملية الانتقالية. وجددوا قلقهم للأخ الرئيس وكبار مسئولي الدولة وكذلك لرئيس الحكومة الأستاذ/محمد سالم باسندوة، في لقاءاتهم الأخيرة.. بأن يكون أداء الحكومة الضعيف والغير قادر على إعادة المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية ثقته بالحكومة وقدرتها على حل مشاكله وإعادة المظالم التي يطالب باستعادتها.. جددوا قلقهم بأن يكون ذلك الأداء هو العائق الأبرز لإنجاح العملية السياسية وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وأكد مصدر حكومي لصحيفة أخبار اليوم أن السفراء الراعين للمبادرة الخليجية وفي مقدمتهم السفير الأميركي عبّر لرئيس الحكومة وعدد من الوزراء عن قلقهم البالغ من عدم قدرة الحكومة على إحداث تقدم في تلبية مطالب المواطنين في المحافظات الجنوبية وكذلك الشمالية التي تتعلق بالمطالب الحقوقية وتوفير الخدمات الأساسية وتوفير البنى التحتية لإحداث تنمية حقيقية، وتوفير الأمن والاستقرار وتشجيع الاستثمار وإحداث تغييراً حقيقياً في مفاصل مؤسسات الحكومة لما من شأنه أن يعكس شعور المواطنين بأن هناك تغيير حقيقي.. وأكد المصدر الحكومي بأن السفراء أحاطوا رئيس الحكومة بأن الناس في الشارع باتوا ينظرون للحكومة وأدائها بإحباط وبأنها فاشلة وتمثل بذلك عائقاً أمام تهيئة الأجواء لإنجاح العملية السياسية والحوار الوطني. وأضاف المصدر الحكومي بأن عدداً من وزراء حكومة باسندوة حمّلوا رئيس الوزراء، مسئولية ضعف أداء الحكومة لافتقاره لسياسة واضحة لتنفيذ برنامج الحكومة وفقاً لما جاء في المبادرة الخليجية أو وفقاً لما تضمنه برنامج الحكومة.. وأوضح المصدر بأن وزراء في حكومة باسندوة أبلغوا السفراء بأن فشل رئيس الوزراء في إحداث آلية عمل منسجمة مع توجيهات الرئاسة وافتقاد الحكومة لروابط اتصال فاعلة مع الرئيس وكذلك افتقاد الرئاسة لرابط الثقة تجاه ما يصدر من قرارات حكومة أو من الوزراء مثّل أهم العوامل المحبطة لأي إنجاز يمكن للحكومة بأن تحققه. كما كشف المصدر الحكومي عن إحاطة السفراء من قبل عدد من وزراء باسندوة بحالة الازدواجية التي تحدث بين الرئاسة والحكومة في كثير من القضايا الرئيسية والهامة، والتي تعكس عن صورة تخبط تعيشها العلاقة الهشة بين مؤسسة الرئاسة والحكومة، عوضاً عن انعدام الثقة بين رئيس الوزراء وعدد كبير من الوزراء وهو ما خلق أجواء غير صالحة للعمل وفق آليات صحيحة.. وتساءل المصدر الحكومي كيف يريد المجتمع الدولي من حكومة تعتقد إلى ثقة الرئاسة في خططها وقراراتها من جهة ومن جهة ثانية تفتقد إلى ثقة رئيس الوزراء بغالبية أعضائها.. وتعيش حالة من الانعدامية لمقومات العمل.. أن ينتظر منها أن تحقق إنجازات على الأرض من شأنها أن تعيد للشعب اليمني شعوره بأن لديه حكومة تعمل بجدية لحل جميع مشاكله الحياتية اليومية أو ينتظر منها السفراء والمانحون أن تفي بالتزاماتها وفق آليات محددة وفي إطار زمني محدد.. ودعا المصدر الحكومي، كل المنظمات المدنية لمراجعة قرارات الحكومة التي صدرت منذ تشكيلها وعندها ستجد حين تقف أمام تلك القرارات بأنها قرارات إرتجالية وغير مدروسة وعشوائية، لا تتعلق ولا تتصل بالمهام المنوطة بالحكومة تنفيذها وفقاً لمقتضيات ثورة الشباب والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. مؤكداً بأن الحكومة اكتفت بالتعاطي مع القضايا الأكثر أهمية وتعقيداً وتهديداً للأمن القومي اليمني ووحدة أراضيه بإصدار بيانات شجب واستنكار وخاصة تلك الأحداث التي حدثت وتحدث في المحافظات الجنوبية ومحافظات صعدة وحجة والجوف ومأرب وتعز. وحول التدخلات التي يمارسها الرئيس السابق لإفشال خطط الحكومة أوضح المصدر الحكومي بقوله صحيح أن هناك توجهاً للرئيس السابق بالتدخل في شأن الحكومة وعملها لكن لا يمكن أن ينجح ذلك التدخل في إعاقة الحكومة من تنفيذ خططها إذا كانت رئاسة الحكومة تمتلك آليات إدارية مبنية على برامج وخطط حقيقية وتمتلك إرادة صادقة لتحقيق إنجازات حقيقية، مضيفاً.. فشل رئاسة الحكومة هو ما يسمح للرئيس السابق وغيره من التدخل في شأن أعمال الحكومة.. وضعف أداء الحكومة هو المشجع لتمرد الجماعات المسلحة وتوسيع رقعة سيطرتها على مديريات ومدن جديدة وضعف أداء الحكومة وبطئ معالجتها للأساسيات التي يحتاجها المواطن اليمني هي أهم عوامل الإحباط التي تخيم على سير أعمال مؤتمر الحوار الوطني. وتمنى المصدر الحكومي المسئول على رئيس الوزراء/محمد سالم باسندوة بأن يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، وأن يتعامل معها بمقتضيات ما يحقق آمال وتطلعات الشعب اليمني وثورة الشباب التي أوصلته إلى رئاسة هذه الحكومة. اخبار اليوم