الهدهد، في تطوافه اللاهث لجمع الأخبار وإيصالها لسيده العالي، أخلى مداه الفضائي بعد آلاف السنين لهيكل معدني طائر يُدعى الدرونز، وهي دابة الأجواء المسيرة في مهمة جمع الصور وإعداد الميادين لمولاها المفوض لقيادة حروب الرب الإقليمية.. ولم يعد للهداهيد (...)
غرق الجنوبيون سنوات طويلة في البكائيات، واعتبروا أن 13 يناير آخر التاريخ. استغل الآخرون تلك المصيبة لتوطين يأس سرمدي في النفوس، "فلا أمل في استعادة الدولة الجنوبية ولا جدوى منها" حسب مزاعمهم. على اعتبار أن آخر شمس طلعت على دولة الجنوب كانت قبل (...)
خلال ساعات فقط أصبح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بطلاً عروبياً لا مثيل له سوى الناصر صلاح الدين، بعد أن شرّحه الإعلام الداخلي والإقليمي منذ عام 2011م (خاصة بعد 21 سبتمبر 2014م) وصدّره للرأي العام بشكل موحش لا يقل عن شخصية دراكولا المتخيلة، (...)
لا فرق بين أن تكون هناك جمهورية يرث فيها الأبناء آباءهم أو ولاية يتوارثها "الأشراف" من ذوي المراتب السلالية، إلا بنوع الخديعة الوطنية أو الدينية، وربما يشفع للأولى أنها نسبياً قابلة للتحوير، أما الديني فهو جلمود مقدس حطته الدماء التاريخية.
في الراهن (...)
"الله ينجيك من المشتاق إذا ذاق ومن الناعس إذا فاق".. هكذا، بشكل تقريبي، يقول المثل المغربي، وينطبق على حالات في الحياة الفردية، لكنه يصبح أشد وقع درامي حين تجد تفسيراً له عند أصحاب الفخامة والمراتب العليا الذين أُنزلت لهم الكراسي في ليلة الخراب وما (...)
من المفيد جداً العودة إلى دروس حرب 94، عندما أعلنت دول الإقليم، بطريقة شفافة، بأن الوحدة لا تُفرض بالقوة، وبذلت جهود سياسية ودبلوماسية وعقدت لقاءات وأصدرت بيانات وأطلقت حراك في أروقة مجلس الأمن الذي أوفد الإبراهيمي، ليترك يَباس وجهه النافر من إسمه (...)
كان خطاب التهويل عن "حشدين" في عدن بمناسبة 7/7 فرصة كبرى للإعلام المضاد لقضية الجنوب ومادة للإثارة ولإطلاق عناوين صاروخية من منصات الدسائس والفتنة لتفجير معنويات الناس وتوتيرهم. واعتُبرت "موقعة" للنبش في الذاكرة المتفحمة ومواصلة النفخ في الموروث (...)
لا توجد حتى اللحظة مقاربة منطقية تصف شكل نهاية الحرب في اليمن. هناك جبهاتٌ عديدةٌ مشتعلة، ولا يبدو أن طرفاً من الأطراف قد تقدّم إلى درجةٍ يقال معها إن الحسم بات مسألة وقت. تحالف أنصار الله/ صالح، وكما يبدو للمراقبين، لديه من المخزون الحربي ما يكفي (...)
لم يعد هناك سبتمبر حقيقي على أرضه، ولم يعد لسبتمبر "عكاظية صنعاء" للخطابة والشعر، فهو بالنسبة لها تاريخ تسلسلت منه جمهوريات استكملت دورتها وأعادة انتاج الماضي بنسخته المعاصرة القوية. تلك الحقيقة التي لم تستوعبها حكومة الشرعية وهي تحتفي بصورة بائسة (...)
الدولة الجنوبية التي فقدت عقلها في صباح بعيد، ثم تم تصديرها كسلعة مضروبة، لن تعود إلا بجهود جبارة موحدة وبأداء مختلف تماماً عما نراه اليوم.
سيقولون لك بأن الوضع صعب للغاية وبأن الاقليم والعالم رافضون، والدنيا كلها ليست مع الجنوب. لكنك تدرك أن "أنصار (...)
في سبتمبر 1962 تمت الإطاحة بالنظام الملكي الإمامي في صنعاء، وبدأ عهد جمهوري تخلله كثير من الأحداث والانقلابات حتى استقر الحكم بيد الرئيس السابق صالح.
وتعايشت ولايته الطويلة جداً مع أحداث ومتغيرات داخلية وخارجية، لكن اليمن ظل منكشفاً على مخاطر كبيرة (...)
ما الفرق عند حنظلة أن تكون مغتصَب من عدو خارجي أو أن يفعلها بك الأخوة بإسم الدين والوحدة.. وهذا أشد مرارة وأقبح فعل.. هنا ربما يتكاثف الإدهاش في أداء حنظلة، فتى العاشرة الذي تشرد في صباه من أرضه المحتلة. هو الطفل الكاريكاتوري الذي يقف على هامش (...)
"22 مايو على رصيف المفاجآت"
22 مايو عند النخب السياسية الشمالية هو نهاية التاريخ، ليس في السياق الفوكويامي المعروف، ولكن بالمفهوم البلدي الحتمي لنهاية تاريخ الجنوب شعب وحضارة ودولة، ومن هذا المنطلق توضع الحواجز الاسمنتية على "الأوتوستراد" أمام تسارع (...)
الجنوب إما أن يظل كسر عشري ضئيل تحت سلطة "الوحدة بالقوة" ومجرد ساحة مضطربة ومنهوبة، أو أن يستعيد ذاته وسيادته كرقم صحيح كامل وحر..
ذلك هو الخيار الحيوي الرئيس الذي يسبق كل شيء. لهذا الجنوب بأمس الحاجة إلى أن يملأ الساحة بإرادته قبل أن يملؤها الآخرون (...)
لم يستوعب أحد بعد كيف ستسقط صنعاء بإمتداداتها القبلية الكثيفة وبطبيعتها الضارية، وكيف تتم السيطرة الكاملة عليها وتأمينها وتطبيع الأوضاع فيها وإعادة "الشرعية" إلى قصورها!. هل سيتبخر الحوثيون ويلجأون إلى كهوف مسحورة؟، وهل يستسلم الرئيس السابق ويُدخل (...)
السياسة ملعب كبير لا حدود له، ولا يجيد اللعب فيه من ترعرع على الثوابت المعنوية والدوجمائيات السياسية والنصوص الأيديولوجية المقروءة من الكتب الجاهزة.
تأثرت ثقافة النخب السياسية في “جمهورية جنوب اليمن”، وكذلك المستزادة والناهلة منها، عملياً (...)
من يظن أن اليمن بأحداثه وتعقيداته يشبه نظراءه في بلدان الشرق المنحوس فهو مجرد قارئ أخبار. اليمن مثال يقارب بحاضره بعض خرافات انفلتت من كتب منسية، أو ما تسمعه وانت تصغي لحكاواتي شعبي في ليلة سمر رمضانية.. فتدهشك الحبكات والمفاجئات والتزوير وجمع (...)
السادة "المبرطمون" في غرف الضيافات في أبو ظبي أو غيرها، والسادة "الكنَباويون" في مجالس الحراك العليا والسفلى وتابعيها بإحسان..
الشهداء والمقاومون هم فقط من تحترمهم وتبجلهم العقول وتخلدهم الأوطان، أما أنتم فأنتم رموز الاسترخاء السياسي والخواء الذهني (...)
من غرفة صغيرة في الدور الثامن من مستشفى “روك فيو”، تطل هموم الأرض البعيدة على شتاء كالجري.. هذا الشتاء ليس نموذجياً فهو على غير عادته مسلوب الإرادة، وطيش الشموس يعبث بطقوسه الصارمة، إضافةً إلى أن رياح “شنوك الروكيز″ الموسمية ذات الأمزجة الساخنة، (...)
مع انتشار ثقافة الخوف في الأوساط الرسمية والشعبية في الغرب، يتنامى القلق من تدحرج الأحداث نحو مجاهيل خطرة، ويتوقع مراقبون أن الدول الكبيرة لابد وأنها اتجهت نحو دراسة أسوأ سيناريوهات الأحداث من جهة داعش، لكي تضع الخطط الاستباقية لمنع حصولها أو (...)
الجنوب لديه قضية كبيرة تسعى أطراف محلية وخارجية للضغط عليها بشدة لتعليبها وتجفيف الجروح بملح الانتظار مرحلياً تحت ذرائع الضرورات الحربية التي تتطلب قبل أي شيء وحدة الصفوف لمواجهة الخصوم. وهو أمر مفهوم، إلا أن الكثيرين يعتقدون بأنه يحتوي على غموض (...)
يعتقد كثيرون أن الإصابة بفوبيا مصطلح "تقسيم اليمن" عند الساسة العرب قد انحسرت كثيراً، وأن هناك طروحات في دوائر رسمية (بشكل غير معلن) تدرس فكرة أن تحرير "الجنوب" في سياق الحرب الجارية لا يعتبر مسألة تقسيم أو تجزئة، وإنما هو الأفق الواقعي المتبقي، وهو (...)
ما تزال عدن تمثل جغرافيا مُلتبسة لدى الباحثين في فجر التاريخ القديم وجذور التكوين الإنساني الأول… هل هي عدن التي ورد ذكرها في ” الصحف الأولى” وكانت متلازمة لجنات آدم والفراديس المفقودة ؟، أم هي في أساطير الأولين، متسع مُقفر خاضته “ليليت”، بعد أن (...)
عندما أسقط الحوثيون صنعاء إنفجر الاعلام الحزبي والكتاب "المثقفون الأحرار" بالزعيق : صنعاء محتلة، صنعاء تحت الاحتلال! وبدأ الاعلان عن ضرورة عزل "إقليم آزال" وبدأت بعض المناطق تعلن رغبتها في الانفصال عن صنعاء، هكذا بسرعة.
الجنوبيون تدرّج خطابهم منذ (...)
قد لا يستسيغ البعض فعل الصفة الواردة، لكن دماء عدن، رمزية الجنوب، النازفة الغارقة شكلت فارقاً تراجيدياً، ومثلما نضحت بأحمرها نضحت بأسئلة حائرة.
ربما وضعت عاصفة الحزم مقدّرات الحوثيين وحليفهم صالح خارج امكانية تهديد العمق السعودي لزمن قادم وربما (...)