تقترب مدينة التاريخ إلى ضفاف الحياة والحريّة. تقترب من خلايا الجسد أو من حنايا الروح. إنها، حقاً وصدقاً، مدينة ساحرة، بل مقطوعة جمالية في قاموس العرب على مر العصور؛ فلا يمكن لحروفها أن تتهجى، ولا لصوتها أن يغترب ما دامت الضاد في شموخ.
إنها صنعاء (...)
كل شيء يبدو عليه الانتفاخ الشديد والاحمرار والشوارع السوداء تنهض من تحت الأنقاض القديمة البالية، تمد أذرعها الشاحبة إلى مدارات الأصوات المختنقة، تزلزل صمته المذعن في أمكنة مبهمة وخالية، ليس لها وجود، إنها تجثو بعيداً وهو ينحدر رويداً من التيه المطبق (...)