ثاني أسوأ تصريح فرنسي صدر في خضم أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، أخيرا، هو الذي اعتبرت فيه وزارة الخارجية الفرنسية دعوات مقاطعة مسلمين كثيرين المنتجات الفرنسية "لا مبرّر لها ويجب أن تتوقف فورا، على غرار كل الهجمات (...)
إلى أي حدّ يمثل الشاعر الشعر؟ بأي حقٍّ يمكنه أن يتحدّث باسم الشعراء الآخرين، عندما يتعلق الأمر بهموم القصيدة كلها؟ من أين له تلك الثقة التي غالبا ما تؤدي به إلى دروب الأنانية الشعرية والنقدية، وربما الثقافية أيضا؟ طرحت تلك الأسئلة المتلاحقة على نفسي (...)
لا أدري لماذا يحظى التاريخ وحده بمزبلةٍ خاصةٍ، ولو افتراضية، في سياق اللغة فقط؟ لماذا لا تحظى الجغرافيا بمزبلةٍ تناسبها أيضا؟ وماذا عن العلوم والفنونوالمناشط الإنسانية الأخرى؟ ألا تحتاج كل منها إلى مزبلة خاصة بها، لتكون المستقر النهائي لما لا يستحق (...)
على الرغم من حبي الكبير للقراءة وللنجاح إلا أنني لا أحب قراءة الكتب التي تتناول قصص النجاح في سياق مؤلفات تطوير الذات، ربما لنفوري الكبير من ذلك المصطلح الذي اجتاحنا منذ تسعينيات القرن الماضي في كتب ومقالات ودورات تدريبية وبرامج تلفزيونية وإذاعية (...)
لم يروّعني مشهد تلفزيوني هذا العام، كما مشهد الفنانة نيلي كريم في مسلسل "لأعلى سعر" الذي يعرض هذه الأيام على فضائيات عربية، بعد اكتشافها خيانة زوجها ولجوئها إلى أفراد عائلتها، كي يقفوا إلى جانبها في صدامها معه، كما وعدوها ومهّدوا للأمر، لكنهم (...)
كدت أكتب يقتل مرتين، لولا أن الطفل السوري عمران لم يمت ولله الحمد، بل نجا بأعجوبة، وخرج من بين أنقاض بيت أسرته الذي تهدّم بالكامل، إثر غارة جوية بالبراميل المتفجرة شنتها المقاتلات الروسية، بالتعاون مع قوات النظام السوري على الحي السكني الذي يقع فيه (...)
كنت قد تهيّأت لكتابة مقال عن نهاية سنة وبداية أخرى، كعادتي، فعدت إلى مقالي المنشور في "العربي الجديد" قبل عام، في المناسبة نفسها تقريباً، لأجدني أكرّر أمنياتي السنوية نفسها، فلا هي تتحقّق، ولا أنا أملّ من التفكير فيها، على بساطتها وتواضعها الشديد؛ (...)
على النقيض من وصايا زعماء شيوعيين سبقوه إلى الموت، مثل السوفييتي فلاديمير لينين والصيني ماو تسي تونغ والفيتنامي هو شي منه، بتحنيط جثثهم وعرضها أمام الجماهير الذين اعتقدوا أنهم سيظلون مخلصين لهم إلى ما بعد الموت، أوصى الزعيم الكوبي، فيديل كاسترو الذي (...)
نعم "هذي سقاطة وخوف ونذالة".. قالتها الجدة الفلسطينية التي انتشر مقطع مصوّر لها، وهي تقول لحفيدها رأيها بمشاركة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومسؤولين عرب آخرين، في العزاء برئيس الكيان الصهيوني السابق وأحد أبرز قتلة الكثيرين من أبناء الشعب (...)
عندما مات البردّوني قبل ثماني سنوات تقريبًا، كتبت مقالا لم أنع فيه الشاعر بقدر ما نعيت الكلاسيكية الشعرية في سمتها العربي ذي المعمار العمودي. قلت في ذلك المقال: «رحيل آخر الشعراء العرب الكلاسيكيين»، كان هذا هو أبرز تعليق، بتنويعات مختلفة، تداوله (...)
مرة أخرى، نعود إلى حديث التطبيع العربي مع العدو الصهيوني، وهو حديث لم نغادره، ولا يبدو أننا سنغادره، ما دام المطبعون يتكاثرون زرافات ووحدانا على بوابة العبور الإسرائيلي بكل حماسة، أحياناً بحسن نية وأخرى بسوئها، والنتيجة واحدة غالبا؛ الاعتراف (...)
أقرأ رواياته تعجبني.. أسمع كلامه أتعجب. المقصود هو الروائي يوسف زيدان، ذلك أن من يقرأ روايته البديعة "عزازيل" مثلاً، والتي حاول فيها "مؤلفها" تجذير العنف والتطرف العرقي، وإدانة التعصب والكراهية القائمة على الشوفينية الدينية، لا يمكن أن يصدّق أن (...)
"عذبة كالطفولة ..."، ضحكته الأولى التي تعرفت عليها في لقائهما الأول، ولعل تلك الضحكة العذبة كالطفولة كانت أول ما لفت نظرها إليه على اعتبار أن الضحكة كانت دائما مفتاح أقفال الآخرين الذين تتعرف عليهم للمرة الأولى في حياتها. ومن حسن حظه أن ضحكته الأولى (...)
آن الأوان لنواجه "الحقيقة" الإعلامية المعاصرة؛ لا وجود لإعلامٍ محايدٍ وغير منحاز على الإطلاق. ولعلنا نحلم حلماً عصياً على التحقق، عندما يتعلق الأمر بقراءة صحيفةٍ أو مشاهدة قناة تلفزيونية غير منحازة (!). ولحسن الحظ، على الرغم من أن لا مكان للحسن هنا، (...)
الآن.. وبعد أن انتهى الانقلاب العسكري التركي بفشل ذريع، وبساعات قليلة إن لم نقل دقائق ما بين التسرع بالاعلان عن نجاحه والتسرع بالاعلان عن فشله، كل ما نتمناه، كمتابعين لشأن الحريات الصحفية على الأقل، ألا يعود أردوغان لبعض أمنياته التي ما انفكت تعلن (...)
"ما لنا وما لهم؟ لسنا بريطانيون .. ولا حتى أوربيون فلماذا نهتم الى هذا الحد بالحدث وكأنه حرب عالمية؟"!
تعليق متذمر لزميل صحفي على خبر الخروج البريطاني الكبير من الإتحاد الأوربي والذي نشر على الصفحات الأولى في أغلب صحف العالم متجاوزا في مساحة النشر (...)
لم تعد الدنيا مسرحاً كبيراً، كما اعتبرها ذات يوم الراحل يوسف وهبي، عندما كان المسرح هو الفن التمثيلي الأول، بل تحولت إلى شاشةٍ كبيرةٍ احتوت حتى المسرح نفسه، فتوحّدت في زجاجها المشع صور الحياة وصنوفها وأطوارها، واختلفت مسميات هذه الشاشة، من شاشة (...)
بُعيد سقوط نظام طالبان في أفغانستان بأيام قليلة ظهر مراسل إحدى القنوات الأمريكية من كابول على الشاشة وهو مندهش من بقاء معظم النساء الأفغانيات اللواتي قدر له أن يراهن في الشارع متمسكات بالشادور "اللباس الأفغاني التقليدي"، رغم معرفتهن أنهن أصبحن حرات (...)
لم أفهم بعد من حكاية "وثائق بنما" ما هو أهم وأكثر دلالةً من أن الصحافة تسترد عافيتها، على الأقل أمام الرأي العام الذي فقد جزء كبير منه ثقته بها، تحت وطأة ما ألمّ بها من أزماتٍ فنيةٍ أثرت على مكانتها الكاشفة للخبر والصانعة للرأي العام والموجهة له. (...)
باعتباري صحفية مضى على عملي في الصحافة اليومية ما يزيد على ربع قرن، كثيرا ما سئلت عن رؤيتي لمستقبل الصحافة اليومية في ظل تزايد الاهتمام الجماهيري بأخبار الفضائيات التلفزوينية بالإضافة إلى المواقع الالكترونية وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس (...)
مرّة أخرى، تفجيرات مدوية في قلب أوروبا. وكالعادة، لا متهم سوى الإسلام والمسلمين.
حتى قبل أن يعرف العالم عدد الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات بروكسل، عاد الحديث عن المناهج الدراسية والتربية والدين والعادات والتقاليد، لتكون في طليعة الأسباب التي ساقها (...)
في صورته التي انتشرت، قبل أيام في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، بدا الشاعر الكبير، مظفر النواب، على غير هيئته التي عرفه بها جمهوره العربي في كل مكان، فقد ظهر هزيلاً زائغ النظرات، مرتجف اليدين مطأطئ الرأس، مستسلماً لمساعدات مرافقيه الذي يبدو إنه (...)
يظن الذي لا يعرف الصحراء أنها رمال وحصى، وأنها فضاء خال من كل حياة، وأنها أرض وسماء وطقس قائظ بالضرورة.
لكن الذي يعرفها يرى أنها شيء آخر تماما، ويحاول أن يقنع الآخر أنها مليئة بالكثير مما يسهل ويصعب اكتشافه من الحيوات المتنوعة، وأن لها جمالها (...)
من بين الأشلاء الموزعة بالعدل والقسطاس على ساحات الأسى العربي، وبموازاة مجرى الدماء التي تشق طرقها الواسعة في عواصم العرب ومدنهم المبتلاة يحدث أن يبرز خبر صغير في إطار هامشي ليحتل المشهد كله. وخبر الشاعر الفلسطيني أشرف فياض من هذا النوع الصغير حجما (...)