أعتقد أنه لو حاولت مجموعة من الباحثين إحصاء الشكاوى التي تقدمت بها بعض الشعوب إلى مجلس الأمن، والمنظمة الدولية للأمم المتحدة، لكان أغلب تلك الشكاوى من الأقطار العربية، وهي شكاوى مزمنة يعود أكثرها إلى بداية إنشاء هذه المنظمة. ولم يحدث أن تقدم شعب، أو (...)
لم يكن العراق في يوم من الأيام - كما يقص علينا تاريخه الحديث- إلاَّ واحداً من أهم الأقطار المؤثرة في محيطها العربي والإنساني. وما حدث في العقدين الأخيرين من الانكسار والتوقف عن دوره التاريخي لم يكن إلاَّ نتيجة العوامل العديدة التي تركها الاحتلال (...)
هي أمنية ليس بعزيز على خالق الشهر أن تتحقق ويسود السلام أيامه ولياليه ويتوقف نزيف الدم العربي الذي يكاد يغطي كل شبر من الأرض العربية الواقع بعض أجزائها في أيدي شياطين الفتنة والدمار. وما أجدر شهرٍ تصوم فيه أفواه المسلمين عن الطعام أن تصوم أيديهم عن (...)
كما إن «لكل عصر دولة ورجال» مثلما تقول العبارة الشائعة بين الناس، فإن من الصحيح القول إن لكل مرحلة في حياتنا المعاصرة كلمات تروج على الألسنة وفي الكتابات ثم تختفي ولا يبقى لبعضها سوى ظلال باهتة.
ومن تلك الكلمات التي سادت في المرحلة الماضية، وتوشك أن (...)
قرأت في الملحق الثقافي الأخير لصحيفة «الخليج»، حديثاً عن مسرح القهوة البولندي فأعاد إلى ذاكرتي أصداء تجربتين مثيرتين للاهتمام، عرفت الأولى وتابعتها عن قرب وشاركت في الثانية وساعدت على ظهورها. كانت التجربة الأولى في مصر، وأصحابها مجموعة من الشباب (...)
السؤال الذي سوف يتبادر إلى الأذهان بعفوية مطلقة هو: وهل شهدت غزة وبقية المدن الفلسطينية أياماً خالية من الدماء والدخان والدموع؟ أبداً، فتلك هي السمة الأوضح والأدل على الاحتلال العنصري الاستيطاني وما تبعه ورافقه من أيام وليال مظلمة ودامية لم يكن في (...)
خطوة جيدة ومباركة على طريق الرد والردع، تلك التي تمثلت في إسقاط الصواريخ السورية لطائرة حربية للمحتل «الإسرائيلي»، وهي لمن يتذكر الهجمات «الإسرائيلية» المتكررة على بعض الأماكن الاستراتيجية بالقرب من دمشق، بارقة أمل تكسر جدار الصمت وتدعو النظام (...)
هذه إشارات عابرة وسريعة عن أسوأ الهجرات العربية التي شهدتها بعض الأقطار العربية. وكانت البداية الأسوأ، والأبشع هي تلك التي رافقت أحداث نكبة 1948م، بعد استيلاء الاحتلال «الإسرائيلي» بدعم شامل من القوى الكبرى، على الجزء الأكبر من فلسطين، وتشريد (...)
ليس الحديث عن سقوط الدولة القُطرية العربية بجديد، فقد تكاثرت الكتابات متنبّئة بذلك السقوط وراصدة لأبعاده. وما الحديث عنه الآن، في هذه اللحظة المخيفة عربياً، إلاَّ من باب التذكير بالأخطاء والأخطار التي أسهمت في الوصول بالأمة العربية ووطنها الكبير، (...)
جميل أن نردد هذه العبارة المسكوكة باقتدار، وأن نقول لأنفسنا أولاً وللآخرين في عالمنا ثانياً «كل عام وأنتم بخير» وإن كان واقعنا العربي لا يتمثل هذه العبارة ولا يمثلها حتى آخر يوم في العام المنتهى الذي رحل منذ أيام على أمل أن يكون العام الجديد جديداً (...)
بعد الحادث الإرهابي المروّع والمهول الذي حدث في نهاية الأسبوع المنصرم في أحد مساجد سيناء العربية المصرية، استيقظت الذكريات التي هدأت في الذاكرة ولم تنم عن الإرهاب الصهيوني الذي كان وما يزال يتهدد مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين في فلسطين، تبرز إلى (...)
يقال إن عالم اليوم صار متعدد الأقطاب، لكنه بالنسبة لنا نحن، العرب، يكاد يكون قطباً واحداً باستثناءات لا تكاد تذكر. فمازالت القطبية الواحدة مهيمنة، وبقية الأقطاب الفاعلين لاتزال مواقفهم من العرب وقضاياهم مراوغة، ابتداء من القضية المركزية والأزلية (...)
كثيرة هي القضايا والشؤون والشجون، التي يثيرها ميلاد الدولة الكردية شمالي العراق، وليس أخطرها وأقساها إحياء الرغبات المكبوتة لدى الأقليات العرقية في أماكن عدة من الوطن العربي والعالم وزعزعة استقرار الشعوب والدول المستقرة كلياً أو نسبياً، وما يستدعيه (...)
كانت النخبة الفكرية المستنيرة والمستشرفة للأحداث قد توصلت في أربعينات القرن الماضي وخمسيناته، إلى تحديد أعراض المرض الذي كانت قد بدأت تشكو منه الأمة العربية وتعاني آثاره. كان المرض -يومئذٍ- لايزال في بدايته ولم يستفحل بعد، ولم تنشأ عنه أمراض أخرى (...)
لا يحتاج تعبير متداول كهذا التعبير، الذي صار عنواناً لموضوع هذه الزاوية إلى تأكيد معاصرته ودلالة حداثته، فقد ظهر في مجال الكلام أولاً ثم في مجال الكتابة ثانياً مع ظهور فن السينما ومهنة الإخراج السينمائي. ومنذُ وقت غير قصير خرج هذا التعبير عن مجال (...)
يقترب شهر الصوم المبارك من نهايته، ولا تقترب الحروب الطاحنة المشتعلة في أنحاء كثيرة من الوطن العربي من النهاية، أو حتى من إشارة تدل على نهايةٍ ما. ومؤسف، ومحزن، وموجع، أن يستمر سفك الدماء، وأن تشتد نار الخصومات، وتأخذ الخلافات منحى ما كان لها أن (...)
هناك من الحقائق الساطعة ما لا يحتمل اللبس والخلط ولا يخضع للتحريف والتزوير كحقيقة انتماء سكان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج إلى الهوية العربية، مع استثناءات لا تكاد تذكر لأقليات تدّعي أن لها هويتها الخاصة. والدافع إلى مثل هذا القول الذي يدخل في (...)
هو قول ساقط وشعار سخيف، والغريب حقاً أن يرتفع الآن على ألسنة البعض دون خجل وفي عصر يدّعون أنه عصر الحريات والتعددية الحزبية واتساع الفضاء للرأي والرأي الآخر. والأغرب أن يتردد هذا القول مراراً على ألسنة من يسمون أنفسهم بالنخب السياسية التي تزعم أنها (...)
روزفلت هو الرئيس رقم 26 في سلسلة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قيل الكثير عن حكمته وموسوعيته الثقافية، ولكن من سوء حظه أن تأتي رئاسته لبلاده في زمن الحرب العالمية الثانية وما سال فيها من دماء وزُهقت من أرواح. وفي عهده خرجت الدولة التي لم تكن (...)
يكثر الحديث هذه الأيام على القنوات الفضائية وفي الصحف عن «سايكس - بيكو» جديدة قيد التنفيذ، بعد أن ظلت لسنوات طويلة قيد التفكير، وهدفها - كما تؤكد الأحاديث - تفتيت المفتت وتقسيم المقسم من الأرض العربية الواحدة. وإذا كانت سايكس - بيكو الأولى قد تمت في (...)
في أوائل شهر يناير المنصرم، وبالتحديد في الثاني منه، احتفل بعض الغلاة من المتطرفين الإسبان بالذكرى السنوية لسقوط مدينة غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس بعد حكم استمر ثمانية قرون، ازدهرت خلالها حضارة عربية إنسانية لاتزال آثارها تبعث على الدهشة، (...)
كنت قرأت منذ عام أو أكثر أو أقل تحليلاً سياسياً لباحث أمريكي متخصص في شؤون الوطن العربي مقالاً يتناول فيه أحوالنا العربية، ومما ترسب في ذهني من ذلك المقال قول ذلك الباحث إن العراق رغم كل ما يعانيه سيخرج من المحنة التي يعانيها بسلام، وإن سوريا كذلك (...)
في الماضي البعيد كانت الأمم الراقية، روحياً وأخلاقياً وسلوكياً، تعرف كيف تجعل أبناءها يتحاورون بالكلمة لا بالسكين لحل خلافاتهم، وفي العصر الحديث عصر الأسلحة الفتّاكة من كل نوع ومستوى لا تزال الأمم الراقية تحل المشكلات العالقة بين مواطنيها بالمنطق (...)
تلقيت في الأيام الماضية أكثر من مكالمة هاتفية من خارج الوطن، أغلبها من أصدقاء عرفتهم وربطتني بهم علاقة أخوية حميمة، وبعضها من أشخاص أعرفهم عن بُعد ولم يسعدني الحظ بالتعرف إليهم شخصياً، وكل هذه المكالمات كانت تبدو قلقة حائرة تتساءل عن صنعاء وأحوالها (...)
لعلها أغرب المفاوضات في التاريخ القديم والمعاصر، أعني بها تلك التي يقوم بها مبعوث دولي لدى عدد من الدول لإيقاف القتل الناشب في سوريا مؤقتاً، ولأيام معدودة هي أيام العيد، والمبعوث الدولي هو الأخضر الإبراهيمي الذي يتنقل في بعض الأقطار العربية والدول (...)