مجموعة يتناقشون بجدية وكل يرى أنه على حق لدرجة إستدعت تدخل ممثل بريطانى رفيع المستوى... كل يرى أنه أمسك بزمام الحقيقة...قواعدها ، صراعاتها الحامية والباردة ...، مساراتها لياتِها ومقالبها كل مستعد للدفاع عنها حتى السيطرة على الوضع وتحقيق أهداف لصالحه ومصالحه. ولا فريق يلعب أصلا الا رغبة فى الانتصار ، ودحر الاخر للفوز بالكأس "الحلال..." والمباراة على أشدها الآن... لا تزال....! وحتى لا نطيل فالى اللاعبين والحوار لكن فى ظل المبادرة الخليجية الحقيقية بشهادة ممثل بريطانى رفيع الخبرات والتهديف على مستوى عال. 'الشاقى' الثائر يتقدم شاكيا الحال متعجبا : أنظمة ملكية فردية عائلية تبذل جهدها مشكورة... لآدارة ثورات على جمهوريات ديكتاتورية...! شكرا لها... شكرا لها ... جُهدٌ كرِيم هنا : مباردة لحقن الدماء ... وجهد كريم هناك : مباردة لخلط الدماء...! هناك موت صريح... سريع... فصيح... هنا موت رخيص...بطئ... بخيس: بالقهر... بالجوع... بشج الرؤس... بشج الآمل... باغتصاب الحياة... باحتقار الجريح...، بتقسيم محصن على : عبيد اللجان شيوخ الكشوفات أجراء الشعارات وفتوى البلاء... ، الأصيل الكريم الحليم يتقدم مهدأ الموقف بحكمته المعتادة : لا تيأسوا ياكرام... لا تيأسوا ياكرام ... شيئ من الحرب هنا شيئ من الحزن هناك بلوى امتحان.... طرد العمالة فى أرضهم وحفط العمالات فى أرضنا وشيئ من التفات المشيخ لها ولكم عَبْرنا تنتظم الذكريات...
وهذا الدليل البريطانى الراقى سفير الكرام (يظهر الان ممثل بريطانيا العظمى فى المشهد المسرحى على الملآ) : قتل وعنف... فقر وإرهاب..."صنعنا..." فَشَلُ الحوار واردً.................... "كاحتمالات...!" لكن إنجازه كان فصلاً .............. من المعجزات...!
المشجعين من قسم حسابات النفظ وشركائه يردون باستحياء من وراء ستار : واثناء كل هذا وذاك الدمار المعلب... تمضى حقول نفظكم جذلى كعادتها آمنة فى "وئام" إلى الشركات..!
بصوت جماعى واحد ومرتفع جدا يردد كل من (الخليج ، البريطانى الراقى ، حسابات النفظ المحتشمة)، يرددون مجتمعين على مسامع الشعوب الربيعية المنهكة : موعدنا أيها الأشقياء : يوم يُنْهَكُ الجَمْعُ لحماً وعظماً وشحماً... بشروطنا عندها... تحل البركات...
الثائر الشاقى يردد متعجبا : فشل الحوار وارد فقط "كاحتمالات...!" واياكموا يا شعب أن تعقدوا العزم على إنجاحه فى ظل كل هذى الخيانات...! سمعتم وعيتم ، جربتم كل هذه الخيارات...! معلق المباريات : جميعا قالوا أمنا كفرا "أن الشعب هو الشاقى" "أن الشعب مالك السلطات" وأنقى... وأغلى...! اللعب صار على أشده ولا يزال ... اليمن أغنى نحن الأقدر ... فقط صار البعض بالنهب عملاء وشطار وابشروا بالثائر الشاقى يهد كل الأوكار... مع نهاية المبارات واعتقاد "كوكتيل الكهنة".... بسيطرتهم المطلقة على جميع خيوط اللعبة ونتائجها رأوا العجب العجاب.....رأوا ما لم يكن فى الحسبان: الثائر الشاقى المتعب المنهك اليائس من كل الوعود واللقاءات والصور والتصريحات يتجه كالسهم صوب كل مجرم أمامه ويغرز اصبعيه فى عينى المجرم الذى أمامه. بشكل عجيب وغريب فعل ذلك كل ثائر فى موقعه بتوقيت واحد غير متفق عليه....عندها غاب الظلام دفعة واحدة وانتشر الضحى دفعة واحدة والإجرام صار أعمى رخيص محطم..... ملاحظة : تمت العملية سلميا ولم يستخدم أى سلاح فى حسم اللعبة... ، من ناحية أخرى تخليص المجرمين من عيونهم ذُكر أنه كان خدمة مميزة لأسر المجرمين... فقد حضيت هى الأخرى بوقت وفير من قبلهم بعد طول عناء وإشتياق وجزى الله الثائر الشاقى خير الجزاء وكل الحسنات...