طالب حميد الأحمر رئيس الجمهورية بالتنحي عن السلطة وتسليمها لنائبه عبدربه منصور هادي، وقال: إن على رئيس الجمهورية أن يقدم مصلحة الوطن على أي مصلحة شخصية. واتهم حميد الأحمر في حوار مع قناة الجزيرة مساء اليوم الأربعاء الرئيس علي عبدالله صالح الجمهورية بالخيانة العظمى، وقال: إن رئيس الجمهورية قام بتولية أبنائه وإخوانه مناصب الجيش والأمن، وهي مخالفة دستورية وخيانة ستعرضه للمساءلة. كما اتهم الرئيس بالتفرد بالحكم، وتركيز السلطة في يده، وقال إن كل مؤسسات الدولة أصبحت فردية وتختزل في اتصال هاتفي من الرئيس، وأكد في ذات أنه ليس ضد الرئيس، بل ضد أسلوب حكم البلد. وقال " نحن لا نبجث قلب النظام، وإنما تثبيت نظام حكم شوروي عادل، لإخراج البلد من دوامة الأزمات، والنفق المظلم الذي يغوص فيه". وحمل الأحمر السلطة مسئولية ما يجري حاليا في اليمن ودفع الناس إلى الشوارع، واعتبر أن قتل السلطة للمتظاهرين العزل في الجنوب هو من يدفع بالناس إلى رفع الشعارات الإنفصالية. وأضاف: ما يحصل اليوم أن من قتل أبوه أو إبنه أو أخوه أصبح من دعاة الإنفصال لأن الوحدة لم تعد تعني له سوى القتل. ونفى الأحمر أن يكون دعا إلى ثورة شعبية، وقال أنه حذر من ثورة شعبية بسبب الفساد. وأشار إلى أن سبب قطع شعرة معاوية بينه وبين الرئيس هي بسبب ما أسماه عدم استماع الرئيس للنصح، مشيرا إلى أنه وبعد وفاة والده قرر أنه سيمشي على نهج والده وقدم الكثير من النصح لرئيس الجمهورية لكن الرئيس لم يستمع له. وأكد أن السبب الوحيد في خلافه مع السلطة ومع الرئيس هو شعوره بالمسئولية للحفاظ على هذا الوطن، وقال: أدركت أن علي واجب وطني وحزبي تجاه هذا الوطن فالأوضاع تسير إلى الإنهيار الشامل، والفساد في كل مرفق من مرافق الدولة ابتداء من البرلمان. وأرجع حميد الأحمر ثروته الحالية إلى دخوله مجال الإتصالات الذي اعتبره مجالا مربحا، ويعود بالمال الوفير وبشكل سريع. وعن علاقته بالسعودية أكد حميد الأحمر أن العلاقة بالسعودية علاقة مودة واحترام، نافيا في ذات الوقت تلقيه أي مساعدات من المملكة، وأنه معتمد اعتماد كلي على تجارته. ونفى الأحمر انتماءه لحركة الإخوان المسلمين لكنه أكد أن منتم إلى الحركة الإسلامية في اليمن، ومعتبرا أن نهج الحركة الإسلامية في اليمن هو نهج يستحق أن يدعم. واعتبر عمله مع أحزاب يسارية هو دليل على النضج الذي تتحلى به الحركة الإسلامية في اليمن. وأعلن الأحمر تأييده لوصول رئيس إشتراكي إلى سدة الحكم، وقال: أنا لا أمانع من أن يكون ياسين سعيد نعمان أمين عام الإشتراكي رئيسا للجمهورية. وتطرق الأحمر إلى قضية صعدة، ووصفها بأنها مشكلة غامضة حتى اليوم. وقال: إن ما حدث في صعدة هو بسبب سياسات السلطة غير الصائبة والرئيس اعترف بأنه هو من دعم الحوثي وكان بغرض خلق توازنات سياسية. وأضاف: ما حصل في صعدة هو أن خلافا بين الرئيس والحوثي لجأت بعدها السلطة إلى استخدام القوة. وقال: إن المعارك في صعدة أثبتت أن السلطة لاتريد الحسم، وإنما تريد أن تبقيها مفتوحة من أجل ابتزاز بعض دول الجوار بالمد الشيعي وكذا ابتزاز الدول الغربية. وأشاد حميد الأحمر بالوساطة القطرية التي تدخلت بين السلطة والحوثي، وأرجع سبب توقف الوساطة إلى ما اعتبره شعورا من قبل السلطة بأن الأموال التي كانت ستدفعها قطر لن تذهب إليها مباشرة. وأكد أن المملكة العربية السعودية تريد حسم ما يجري في صعدة، لكنه قال إن صعدة خرجت عن سيطرة الدولة إلى الحوثي وتحول الحوثي من مدافع عن نفسه إلى حراك يتوسع كل يوم. ودعا الأحمر إلى الحوار مع الحوثي، معتبرا أن استجابتهم للمشاركة في الحوار الوطني هو دليل حسن نيتهم. وعما إذا كان يخشى على حياته أو اعتقاله في حال عودته لليمن، قال حميد الأحمر أنه لا يخاف من العودة لليمن، وفي نبرة تحدي أشار إلى أن قبيلة حاشد ستحميه، مؤكدا أن الدولة ليست متضررة مما يقوله، ولكن الشعب متضرر مما تفعله السلطة.