مع بداية شهر رمضان المبارك، تبدأ "العربية" عرض حلقات حوارية جديدة بعنوان "وجوه إسلامية"، تمثّل الجزء الثاني من السلسلة التي تنتجها القناة، للعام الثاني على التوالي. تستضيف الحلقة الأولى، التي تُبث الأربعاء 11-8-2010، الداعية التونسي الشيخ محمد المشفر، وهو إمام جامع العابدين بقرطاج، المعروف ببساطته في تفسير الأحاديث النبوية الشريفة، والذي يظهر للمرة الأولى عبر شاشة فضائية عربية. في اللقاء، يروي المشفر تدرجه في العمل الديني، ابتداءً من حفظه القرآن، وحتى صار أحد أشهر الدعاة في الشارع التونسي. وهاجم المشفر "الفتاوى المثيرة وغير المنطقية"، التي يطلقها بين الحين والآخر أشخاص وصفهم بأنهم "لا يخافون الله"، داعياً إياهم إلى التفريق بين آرائهم الشخصية، وما يمكن اعتباره فتاوى عامة. وشدد على ضرورة مخاطة الشباب بلغته التي يفهمها، من أجل الوصول إليه، داعياً علماء المسلمين والدعاة خاصة إلى اعتماد لغة يفهمها الجميع، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخاطب الأقوام الوافدة عليه بلهجاتها مبسطاً أمور الدين ليتقبله الناس كافة. وشرح المشفر اعتماده الفتوى باللهجة التونسية الدارجة، حيث تجعلها أقرب للناس العاديين، وهو ما يدفعه إلى "القول الأيسر". كما اعتبر أن "من يجيزون لأنفسهم الفتوى بالقتل وبإهدار دماء الأبرياء، لا يمكن إعتبارهم متحدثين باسم الشرع، بل الدين منهم ومن أفكارهم براء". ورأى الشيخ المشفر، الذي يقدم أيضاً سلسلة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في وسائل الإعلام التونسية، أن ما يشاع عن الإسلام في تونس غير صحيح، وأن تونس "بلد القيروان والزيتونة يشع فيها الإسلام منذ القرن الأول للهجرة وإلى اليوم. والمسلمون يمارسون عباداتهم بحرية تامة تكفلها الدولة، والتي ترعى المساجد وتنفق عليها".
كما يلفت لتزايد عدد المقبلين على حفظ القرآن الكريم، مع جهده بتبسيط تحفيظ القرآن الكريم، وجعله ميسراً على جميع الفئات العمرية.