شيع مئات من سكان مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان الخميس زعيم تنظيم فتح الاسلام المتشدد الذي قتله الجيش اللبناني السبت، قبل أن يدفن في مقبرة بالمخيم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وقتل عبد الرحمن عوض أمير تنظيم فتح الاسلام القريب عقائديا من تنظيم القاعدة الذي خاض معارك ضارية ضد الجيش اللبناني عام 2007 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال البلاد، على يد الجيش مع معاونه أبو بكر مبارك في شتورة بمنطقة البقاع شرق لبنان. ونقلت جثة عوض التي لفت بعلم إسلامي أسود كتبت عليه عبارة (لا اله الا الله) من مسجد النور الذي يقصده اسلاميون في وسط مخيم عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية ال12 في لبنان والذي يعتقد أن عوض لجأ اليه على مدى أكثر من سنة ونصف، إلى مقبرة درب السيم حيث دفن. وردد مئات المشاركين خلال التشييع عبارتي (لا اله الا الله) و(يا جنة افتحي أبوابك جايي الشهيد يزورك). وكان معظم الحاضرين من سكان المخيم وعائلة عوض الذي كشف وجهه، إلى جانب ممثلين عن منظمات اسلامية. وقال حسين عوض، شقيق زعيم فتح الاسلام لفرانس برس، لقد آمن بقضية غير قضايانا، واستشهد من أجلها. واضاف حسين الذي ينتمي إلى حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن شقيقه لم يتورط في ارتكاب أي جريمة. ولعوض ستة أشقاء وثلاث شقيقات، وهو أب لثلاثة أبناء وابنتين. وكان عوض من أبرز الاسلاميين المطلوبين في لبنان. وهو متهم بالتحريض على تنفيذ تفجيرين استهدفا الجيش في ايلول/ سبتمبر 2008 في طرابلس (شمال) واوقعا 21 قتيلا بينهم 13 جنديا.
وأكدت جماعة فتح الاسلام مقتل عوض وذراعه اليمنى في بيان نشرته مواقع اسلامية متشددة ونقله مركز مراقبة المواقع الاسلامية (سايت) الاربعاء.
وأفادت الجماعة أن القياديين قتلتهما أجهزة المخابرات في الدولة اللبنانية عندما كانا متوجهين إلى العراق للانضمام إلى صفوف (دولة العراق الاسلامية) وهي تحالف فصائل سنية متمردة يشرف عليها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
ومن المفترض أن يدفن مساعد عوض، ابو بكر مبارك، في المخيم أيضا، علما أن جثته موجودة في مسجد الصفصاف.
وخلف عبد الرحمن عوض شاكر العبسي على رأس فتح الاسلام بحسب اعترافات عناصر من هذه المجموعة بثها التلفزيون العام السوري عام 2008.
وقاد العبسي المعارك ضد الجيش في مخيم نهر البارد التي استمرت من 20 ايار/ مايو الى الثاني من ايلول/سبتمبر 2007 وأوقعت أكثر من 400 قتيل بينهم 222 اسلاميا و168 عسكريا. وهو لا يزال فارا منذ سقوط مخيم نهر البارد.