اتهمت فتح الإسلام الجيش اللبناني بقصف مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال البلاد أثناء توزيع مساعدات قافلة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة. وأكدت الجماعة التزامها بالهدنة التي أعلنت بعد ظهر الثلاثاء. وقال مراسل قناة الجزيرة شمال لبنان إن الجيش اللبناني أكد إطلاقه النار باتجاه البحر الذي يقع على الأطراف الجنوبية للمخيم، للاشتباه بهروب "مطلوبين" من جهة البحر. وقد تمكن طاقم الجزيرة من تصوير جانب من الأوضاع التي يعيشها المخيم على وقع اشتباكات متقطعة. وتظهر الصور التي بثتها الجزيرة المعاناة وحالة الذعر التي عاشها قاطنوه بعد ثلاثة أيام من القصف المتواصل. كما أظهرت الصور وجود جرحى. وأجبرت اشتباكات متقطعة أعقبت الهدنة -وهي الثالثة من نوعها منذ تفجر الاشتباكات الأحد الماضي- قافلة إغاثة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إلى مغادرة المخيم بعد سقوط قذائف قرب شاحنتين من قافلتها أوقعت إصابات في بعض العاملين فيها. وكان الجيش اللبناني أعلن وقف القصف المدفعي على مخيم نهر البارد، لكنه أنذر بأنه سيرد مباشرة على أي مصدر للنيران. وقال إن مصادر الجيش أكدت أنها لن ترد على مصدر النيران بالقصف وإنما باستهداف الأماكن التي تصدر منها فقط. وعقب لقاء جمع قادة الفصائل الفلسطينية وقادة الجيش اللبناني، أكد الجيش أنه سيسمح بإدخال مؤن ومواد طبية إلى المخيم وتسهيل حركة اللاجئين الفلسطينيين. كما دعا الجيش اللبناني كافة الفصائل الفلسطينية إلى العمل على تخفيف حدة الاحتقان في المخيمات الفلسطينية الأخرى. وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التقى وفدا من قادة الفصائل الفلسطينية للبحث في أوضاع مخيم نهر البارد، اتُّفق خلاله على تشكيل لجنة من الفصائل تضم ممثل منظمة التحرير بلبنان عباس زكي وممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان وممثلين عن الجبهة الديمقراطية وحركة الجهاد, مهمتها التنسيق مع قيادات الجيش اللبناني لوقف التدهور الحاصل. وقد أبدى السنيورة استعداده الكامل للتعامل مع اللجنة, لكنه رفض التعهد بوقف إطلاق النار مؤكدا أن الجيش مفوض باتخاذ القرار المناسب في هذا الصدد. كما طلب من الفصائل الفلسطينية التبرؤ من جماعة فتح الإسلام وهو ما وافقت عليه الفصائل, وأكّدت إدانتها لهذه الظاهرة لكنها رفضت التدخل عسكريا ضد فتح الإسلام. من جانبه دعا رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان النائب وليد جنبلاط كافة الفصائل الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن تنظيم فتح الإسلام. واتهم الرجل النظام السوري بأنه ينفذ في لبنان ما عجز عن تنفيذه في العراق. كما اتهمه أيضا بما وصفه تصدير فتح الإسلام إلى لبنان. كما دعا جنبلاط إلى نزع سلاح المخيمات متوقعا حصول مزيد من التفجيرات، ودعا إلى الحسم السريع للوضع ووقوف الجميع إلى جانب الجيش اللبناني. حالة من الذعر يعيشها سكان مخيم نهر البارد قناة الجزيرة تدخل مخيم نهر البارد ومع استمرار قصف وحصار مخيم نهر البارد تجمّع عدد من الفلسطينيين في مخيم البدّاوي قرب طرابلس شمال لبنان، وساروا في مظاهرات غاضبة ضدّ ما وصفوها بالهجمة التي يتعرّض لها المدنيون الفلسطينيون. وأحرق عدد من المحتجّين إطارات السيارات بشوارع المخيّم، وهو ثاني مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان الذي وصل مستشفاه عدد من جرحى القصف على مخيم نهر البارد وبينهم نساء وأطفال. وفي السياق أفاد مراسل الجزيرة بأن القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان -أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني- أعلنت إضرابا عاما في المخيم تضامنا مع سكان مخيم نهر البارد. وفي نفس الإطار أعلنت مصادر أمنية لبنانية أن عنصرا من فتح الإسلام فجر نفسه بحزام ناسف داخل شقة في مدينة طرابلس حتى لا يستسلم لقوات الأمن، دون وقوع إصابات بين أفراد الأمن. ووقع الحادث في مبنى بشارع المائتين السكني الذي اقتحمه الجيش اللبناني الأحد الماضي، بعد اشتباكات دامية مع عناصر من فتح الإسلام أوقعت عشرات القتلى بين الجانبين. - الجزيرة/وكالات: