اعلنت جماعة "فتح الإسلام" التزامها بهدنة يسري مفعولها إبتداء من الساعة الثانية والنصف بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، متهمة طرف ثالث بتأجيج الموقف . وجاء هذا الإعلان بعد اشتباكات مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس شمال لبنان لليوم الثالث على التوالي. وقد بثت القنوات الاخبارية لقطات حية تظهر سحب الدخان وهي تتصاعد من المنطقة التي اشتعلت الحرائق في عدد من مبانيها، فيما بدت أصوات الطلقات النارية وهي تدوي عالياً. ويأتي هذا في الوقت الذي تفيد فيه الأنباء بأن الجيش اللبناني سيوقف القصف المدفعي على مخيم نهر البارد ولكنه سيرد مباشر على مصدرالنيران . وكان الجيش اللبناني قد قصف أمس الاثنين مواقع "لفتح الإسلام" في المخيم مما تسبب في مقتل تسعة مدنيين مما يرفع عدد القتلى الى 79 شخصا، بينهم 27 مدنيا، و32 من عناصر الجيش وإصابة العشرات. وافادت الجزيرة عن مراسلها " بأن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اتفق خلال اجتماعه مع قادة الفصائل الفلسطينية منذ قليل على تشكيل لجنة فلسطينية تضم عباس زكي وعلى فيصل ممثلين عن منظمة التحرير واسامة حمدان وابو عماد رفاعي ممثلين عن الفصائل للقاء قادة الجيش اللبناني لبحث وقف اطلاق النار على مخيم نهر البارد والتوصل لتسوية . واضاف المراسل أن السنيورة طلب من الفصائل الفلسطينية ان تتبرأ من "فتح الاسلام" ، وان تدينها وان تتعامل بموقف ميداني واضح ، بينما رفضت الفصائل التدخل ميدانيا او عسكريا مع جماعة "فتح الإسلام". واوضحت أن الرئيس السنيورة رفض التعهد بوقف اطلاق النار، مؤكدا أن الحكومة فوضت الجيش بأن تتخذ القرار العسكري المناسب. وصرح ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي بعد لقائهم بالسنيورة أن الجانبين اللبناني والفلسطيني توصلا الى آليات لاحتواء الوضع الذي يشهده مخيم نهر البارد، مضيفا: ان هناك اجماعا لمعالجة هذه الظاهرة. وفي هذا الاطار اتهمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الثلاثاء مجموعة خارجة على القانون وعن الشعبين الفلسطيني واللبناني بافتعال الاشتباكات في مخيم نهر البارد. وفي السياق نفسه نفت جماعة فتح الإسلام مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين هزا منطقتي الأشرفية وفردان في العاصمة اللبنانية بيروت خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث باسم الجماعة ابو سليم إن جماعته ليس لها اي علاقة بانفجاري بيروت. مكذبا ما صدر في بيان، نسب الى جماعته، عن مسؤوليتها عن العمليتين . وكانت قنبلة قد انفجرت في ساحة لانتظار السيارات في منطقة فردان في غرب العاصمة اللبنانية بيروت مساء الاثنين، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص على الأقل. وقد أدى الانفجار إلى اشتعال النار في بعض السيارات وتحطم زجاج بعض المباني، كما تناثرت قطع الزجاج والحطام من المباني المحيطة بالموقع في الشارع الذي يضم عدة مطاعم ومتاجر للملابس، ويضم أيضا المركز الثقافي الروسي. وكانت امرأة قد قتلت مساء الأحد اثر تفجير عبوة ناسفة تحت سيارة قرب مركز تجاري في القسم الشرقي من بيروت (الأشرفية)، كما جرح ما لا يقل عن عشرة أشخاص نتيجة تطاير شظايا الزجاج. يذكران الاشتباكات بين الجيش اللبناني وجماعة"فتح الإسلام " بدأت عندما قامت قوات الأمن فجر الأحد بمداهمة شقة يقطنها عدد من عناصر "فتح الاسلام" في مدينة طرابلس في إطار تحقيقاتها في قضية سرقة احد البنوك. وامتدت الاشتباكات الى مخيم نهر البارد حيث قام مسلحون من التنظيم بالاستيلاء على موقع تابع للجيش في مدخل المخيم وبدأوا في نصب كمائن لقوات الأمن وفتح النيران باتجاه الطرق المؤدية الى المخيم الذي يقطنه 40 الف لاجئ فلسطيني. يذكر أن "فتح الاسلام" تشكلت من مجموعة انشقت عن فتح-الانتفاضة العام الماضي ، حيث قام المدعو شاكر العبسي، قائد المجموعة ، باحتلال مقرات فتح الانتفاضة في مخيم نهر البارد الذي يقطنه حوالي 40 ألف لاجئ فلسطيني. وكانت فتح-الانتفاضة قد انشقت عن حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. ويذكر ان عرفات اتهم سوريا انذاك بشق حركته لأن الاخيرة وفرت مقرات للمنشقين في دمشق ، ثم تمركزت فتح-الانتفاضة في مخيم نهر البارد الذي يبعد نحو عشرين كلم عن الحدود مع سوريا.