اكد قائد قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ان ما لا يقل عن 11 شخصا من بينهم سبعة عسكريين قتلوا في الاشتباكات الدائرة في شمال لبنان اليوم بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي من جهة وعناصر مجموعة فتح-الاسلام الفلسطينية المتهمة باعمال ارهابية. واوضح اللواء ريفي "ان الحصيلة الاولية تفيد عن استشهاد سبعة عسكريين وعن مقتل اربعة مسلحين" في الاشتباكات الواسعة التي جرت في محيط مخيم نهر البارد للاجئين (شمال طرابلس) معقل فتح-الاسلام, وفي عدة احياء من مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. كما لقوى الامن الداخلي "سبعة جرحى من بينهم جريح في حال الخطر" وفق المصدر نفسه. وانتشر الجيش اللبناني بكثافة في المنطقة الممتدة من مخيم نهر البارد حتى جنوب مدينة طرابس حيث تعرضت سيارة عسكرية اطلاق نار وفق المصدر نفسه. وأشار مصدر عسكري الى استمرار اشتباكات "قوية" في مخيم نهر البارد والى "ملاحقة مسلحين في بلدة القلمون الساحلية (جنوبطرابلس). وكان مصدر من قوى الامن الداخلي قد ذكر ان عدة احياء من طرابلس, كبرى مدن شمال لبنان, شهدت اشتباكات متبادلة بين الطرفين اسفرت عن اصابات لم يتم حتى الان حصرها. اشار مصدر فلسطيني في مخيم نهر البارد الى وقوع ما لا يقل عن 15 جريحا في الاشتباكات التي وقعت مع عناصر الجيش اللبناني المتمركزة عند المداخل. واشار مصدر أمني إلى ان عناصر مسلحة حاولت بعد ظهر امس الاحد سرقة مصرف في بلدة اميون (قضاء الكورة جنوب شرق طرابلس) حيث التقطت احدى الكاميرات صورة سيارة كانوا يستقلونها. تم رصد السيارة لاحقا في احد احياء طرابلس وتبين انها تعود لعناصر من فتح-الاسلام. وقبيل الفجر طوقت القوى الامنية الحي للقبض على المتورطين الذين واجهوها بنيرانهم. وتنقلت الاشتباكات مع مجموعات مسلحة في عدة احياء في طرابلس لتنتقل لاحقا الى مداخل مخيم نهر البارد. من ناحيته استنكر سعد الحريري, زعيم الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا, "الاعتداء الذي تعرضت له مراكز الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد" مؤكدا "تاييده التام للعملية التي اطلقتها قوى الامن الداخلي بمؤازرة الجيش في طرابلس للقبض على عدد من المطلوبين". ودعا الحريري, الذي يشكل شمال لبنان احد معاقل تياره السياسي (المستقبل), انصاره في بيان الى "التعاون مع القوى الامنية الشرعية وتسهيل عملها" مؤكدا ان "التلطي تحت اسماء تنظيمات اسلامية مزعومة لن ينطلي على احد لان الجميع يعرف ان ممارساتهم الارهابية والاجرامية لا تمت الى الدين الاسلامي بصلة". يذكر بان جنديا لبنانيا قتل في الشهر الماضي بالرصاص عند مدخل مخيم نهر البارد اثر حادث فردي اكدت اللجنة الشعبية للمخيم ان ليس له ابعاد سياسية. ويسود التوتر المخيم منذ اعلان السلطات اللبنانية كشف مجموعة تنتمي الى "فتح الاسلام" مسؤولة عن عمليتي تفجير استهدفتا مدنيين في عين علق شمال شرق بيروت في 13 شباط/فبراير. وتسبب الاعتداءان في مقتل ثلاثة اشخاص واصابة آخرين بجروح. ونفت هذه المجموعة اي ضلوع لها في هذا الامر. ويذكر ان عناصر سابقة من فتح-الانتفاضة هي التي شكلت فتح-الاسلام بقيادة شاكر العبسي. وكانت فتح-الانتفاضة قد انشقت عن حركة فتح بزعامة عرفات بدعم من سوريا واتخذت مقرا لها في دمشق تمركزت في مخيم نهر البارد الذي يبعد نحو عشرين كلم عن الحدود مع سوريا.