جدد الجيش اللبناني قصفه العنيف لمناطق انتشار عناصر مجموعة فتح الإسلام الأصولية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، فيما ترددت أنباء بأن زعيم جماعة فتح الإسلام شاكر العبسي فر من موقعه ولجأ إلى الأحياء السكنية داخل المخيم. وأفاد شهود عيان من داخل المخيم أن شاكر العبسي زعيم تنظيم "فتح الإسلام" شوهد يخرج برفقة عنصرين من بناية "الشرقية" غرب المخيم في اتجاه موقع التنظيم داخل الأحياء السكنية الضيقة. ويستخدم الجيش اللبناني المدفعية الثقيلة التي نصبها على تلال شرق المخيم مطلقا قذائف من عيار 155 ملم على المخيم الذي ارتفعت سحب الدخان فوقه. وقد تجدد القصف بعدما خفت حدته مساء الجمعة اثر اعنف المواجهات بين الطرفين منذ أسبوعين, ليقتصر على مناوشات ليلية بين الجيش وعناصر المجموعة المتهمة بأعمال إرهابية والمتحصنة في المخيم. ولا تزال الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بالحدود مع سوريا مقطوعة منذ استئناف الاشتباكات الجمعة. وكان الجيش اللبناني الذي تقدمت تحت ستار من نيران المدفعية والدبابات، اجتاح أمس مواقع يسيطر عليها فتح الإسلام على مشارف مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان أمس الجمعة وقتل 19 شخصا. وهز القصف المدفعي ونيران المدافع الرشاشة المخيم منذ الساعات الأولى من صباح أمس حتى حلول الليل. وفي بعض الأحيان كانت القذائف تنفجر بمعدل عشر قذائف كل دقيقة. وقالت مصادر أمنية ان 16 شخصا على الأقل قتلوا إضافة إلى ثلاثة جنود اثر أعنف قتال خلال أسبوعين. واستولت القوات الخاصة على ثلاثة مواقع رئيسية لمتشددي فتح الإسلام ودمرت مواقع للقناصة على الحافتين الشمالية والشرقية للمخيم. وحث بيان بموقع على الانترنت غالبا ما يستخدمه تنظيم القاعدة المتشددين في لبنان على الدفاع عن فتح الإسلام. ودعا البيان الذي وقعه النشط المعروف المرتبط بالقاعدة محمد حكايمة الإسلاميين إلى الانتفاضة ومساعدة المتشددين في نهر البارد واصفا ذلك بأنه واجب ديني. وقال بيان للجيش ان بعض المتشددين فروا من الخطوط الأمامية وسعوا للحصول على ملاذ في عمق المخيم متخذين من المدنيين دروعا بشرية. ودعا الجيش المتشددين إلى الاستسلام. وتدور اشتباكات بين الجيش اللبناني والمتشددين في المخيم منذ 20 مايو ايار في أعنف اشتباكات داخلية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وأودى القتال قبل اليوم الجمعة بحياة 84 شخصا على الأقل هم 35 جنديا و29 متشددا و20 مدنيا. وقالت مصادر أمنية ان 60 مدنيا و18 جنديا اخرين أصيبوا بجروح أمس. لكن لم توضح المصادر ما اذا كان القتلى الستة عشر داخل المخيم من متشددي جماعة فتح الإسلام أم من المدنيين. وأكد مصدر في حركة فتح الإسلام ان الجماعة خسرت بعض المواقع وأن اثنين من أفرادها قتلوا. وقالت مصادر فلسطينية داخل المخيم ان المناطق المدنية تعرضت للدمار على نطاق واسع. من جانبها، أكدت الولاياتالمتحدة دعمها الجيش اللبناني الذي يشن عملية ضد مقاتلي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد شمال لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كايسي ان "الحكومة اللبنانية تقوم بما ينبغي القيام به لمحاربة ما وصفها "مجموعة إرهابية بالغة الخطورة".