أعلن لبنان يوم الخميس النصر في حربه التي استمرت 33 يوما ضد جماعة متشددة تستلهم نهج القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين وقال إن عمليته العسكرية هناك انتهت. والقتال الذي دار بين الجيش والمتشددين المتحصنين في مخيم نهر البارد هو أسوأ أعمال عنف في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990 وسقط فيه 166 قتيلا. وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المر في مقابلة مع تلفزيون (ال. بي.سي) اللبناني أذيعت على الهواء انه يمكنه ان يبلغ شعب لبنان ان العملية العسكرية في مخيم نهر البارد انتهت. واضاف انه تم سحق جميع مواقع "الارهابيين" مشيرا الى ان الذين نجو من اعضاء جماعة فتح الاسلام انسحبوا من عند اطراف المخيم الواقع في شمال لبنان الى مناطق المدنيين في عمق المخيم. وقال إنه يهدي هذا النصر الى كل شعب لبنان. واضاف المر ان الجيش سيبقي على حصاره للمخيم حتي استسلام جميع متشددي فتح الاسلام بمن فيهم شاكر العبسي. وقال انه يجب عليهم ان يستسلموا مشيرا الى ان قول ان العبسي قتل لا يكفي مضيفا انه اذا كان قد قتل فليسلموا جثته. واشار الى ان الجيش يواصل القيام ببعض عمليات التطهير وازالة القذائف التي لم تنفجر والشراك الخداعية في محيط المخيم. وقال مصدر من مجموعة رجال دين فلسطينيين حاولت القيام بدور وساطة لوضع نهاية للقتال ان شاهين شاهين مسؤول جماعة فتح الاسلام قال للوسطاء ان الجماعة ترحب بإعلان لبنان انتهاء العملية. وقال المصدر لرويترز "قال لنا ان فتح الاسلام تعلن وقف اطلاق النار." وقال شهود عيان ان تبادل خفيف لاطلاق نيران الاسلحة الرشاشة استمر في المخيم عقب إعلان المر بعد يوم من الاشتباكات المتقطعة. وتركز القتال في مناطق يسيطر عليها المتشددون عند اطراف المخيم. ولا يسمح للقوات الامنية بدخول 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان بموجب اتفاق عربي أبرم عام 1969. وأسفر القتال الذي تسبب ايضا في تدمير معظم المخيم عن سقوط ما لايقل عن 166 شخصا بينهم 76 جنديا واكثر من 60 متشددا و30 مدنيا. ويقول الجيش ان فتح الاسلام بدأت الصراع يوم 20 مايو أيار بمهاجمة مواقعه. وتقول الحركة التي تضم مقاتلين من أنحاء العالم العربي انها كانت تتصرف دفاعا عن النفس. وقال المر في مقابلة نشرت في صحيفة النهار ان بعض المقاتلين الذين اعتقلوا اعضاء في القاعدة. واضاف المر للصحيفة إنه يوجد جزء منهم ينتمي مباشرة الى القاعدة. وقالت فتح الاسلام انه ليست لها علاقات تنظيمية بالقاعدة وانما تشترك معها في ايديولوجيتها المتشددة. وفر معظم سكان المخيم وعددهم 40 ألفا خلال الايام الاولى من القتال الذي دمر معظم أزقة المخيم المطل على البحر المتوسط. وأغلقت سوريا يوم الاربعاء إحدى نقاط عبور الحدود الى شمال لبنان. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان قرار الاغلاق اتخذ بسبب الاوضاع الامنية السائدة في شمال لبنان. وأغلقت سوريا ثلاث نقاط عبور الى شمال لبنان مشيرة الى مخاوف أمنية منذ بداية القتال في مخيم نهر البارد. ويقول الزعماء اللبنانيون المعارضون لسوريا ان جماعة فتح الإسلام أداة في يد المخابرات السورية. وتنفي سوريا والجماعة ان هناك أي علاقة.