"أول مطلب للجماهير .. عزل شنودة وفك أسير .. بالروح بالدم نفديك يا إسلام".. تلك أبرز الهتافات التي رددها مئات الأشخاص الغاضبون في تظاهرة جديدة بميدان محطة الرمل بمدينة الإسكندرية للمطالبة بعزل شنودة الثالث بطريرك النصارى الأرثوذكس.
ووقف عشرات الآلاف من المصلين الذين ملأوا جميع الشوارع المحيطة بمسجد القائد إبراهيم حيث اندلعت المظاهرة عقب صلاة التراويح أمس السبت ليرددوا الهتافات المنددة بشنودة لإصراره على سبّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وخطف السيدات النصرانيات اللائي يشهرن إسلامهن، ومن بينها، أول مطلب للجماهير.. عزل شنودة وفك أسير... بالروح بالدم نفديك يا إسلام".
واندست بعض العناصر الأمنية بلباس مدني داخل الحشود الغفيرة لتشتبك مع المتظاهرين، كذلك قام عمال المسجد برشّ المياه على المتظاهرين لتفريقهم، إلا أن المتظاهرين وقفوا بتماسك مرددين: "الله أكبر عشرات المرات"، حتى تزايدت الأعداد وخرجت العناصر الأمنية المتنكرة بسرعة لعدم قدرتها على السيطرة.
واستمرّت التظاهرة الضخمة قرابة الساعة كاملة، ووعد المتظاهرون بعدم التوقف حتى يتم عزل شنودة وتحرير المسلمات الأسيرات بالأديرة والكنائس.
تلك المظاهرة لم تكن الأولى فقد سبقتها تظاهرة حاشدة أمام مسجد النور بالعباسية السبت 28 أغسطس الماضي عقب انتهاء صلاة التروايح، شارك فيها المئات من الشباب والفتيات والسيدات، للمطالبة بعزل شنودة الثالث.
وكانت مجموعات إسلامية عديدة على موقع التواصل الاجتماعي ال"فيس بوك" دعت لعزل شنودة ومحاكمته بتهمة ازدراء الإسلام وسبّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والاستقواء بأمريكا وإسرائيل وتهييج الفتنة الطائفية وخطف وقتل كل من يشهر إسلامه على يد ميلشيات نصرانية مسلحة كما حدث للشاب "ياسر خلف" في مدينة القليوبية الذي استشهد على يد هذه المليشيات بسبب زواجه من نصرانية أسلمت.
تلك الأحداث التي يقوم بها شنودة، دفعت المحامي نزار غراب ومحامين آخرين بتقديم دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ضد حسني مبارك رئيس الجمهورية، حملته مسئولية اختفاء كاميليا شحاتة، وحملته الدعوى مسئولية القرارات التي يصدرها البابا شنودة، باعتبار أنه من يُعين بقرار جمهوري بطريرك الأقباط الأرثوذكس، وكذلك هو الذي يملك عزله، ومن ثَم فبطريرك الأقباط الأرثوذكس تابع لرئيس الجمهورية، كما أنه مسئول عن أعمال تابعيه وقراراتهم الإدارية غير المشروعة.
وشنودة الثالث (88 عامًا) تَمّ عزله في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وحبسه بالدير وتحديد إقامته، نظرًا لأن السادات اعتبره تسبّب فتنة طائفية في مصر وأنه يسعى لتأسيس دولة قبطية في جنوب البلاد تكون عاصمتها "أسيوط" مسقط رأس شنودة، وقد تَمّ إلغاء قرار الرئيس السادات بعزل شنودة وإعادته لمنصبه بقرار جمهوري من الرئيس حسنى مبارك في عام 1985.