لندن- أصبح بنديكت السادس عشر الجمعة أول بابا للفاتكيان يخطو داخل كنيسة (ويستمينستر آبي) في لندن لإقامة صلاة مشتركة مع قائد الكنيسة الانجليكانية في العالم. ولكن بينما امتاز اليوم الثاني لزيارة بابا الفاتيكان الرسمية إلى بريطانيا بأفعال ترمز بشكل كبير للمصالحة بين الكنيستين الرئيسيتين، فإن مخطط إرهابي مشتبه به ضد البابا (83 عاما) الألماني المولد، ألقى بظلاله عليها. فقد أعلنت الشرطة البريطانية الجمعة أنه تم اعتقال ستة رجال للاشتباه بتورطهم في خطة إرهابيه تستهدف إيذاءه خلال زيارته الحالية لبريطانيا. وقال الاب فريدريكو لومباردي المتحدث باسم البابا إن الشرطة أبلغت البابا، الموجود في لندن في إطار الجزء الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها لبريطانيا والتي تستغرق أربعة أيام، بتطورات عملية الاعتقال وأن البابا مطمئن تماما بعدما أطلع على التطورات. ولكن الشرطة البريطانية قالت إنه ليس هناك حاجة لتعزيز الترتيبات الأمنية القائمة بالفعل حول البابا. وأضاف لومباردي: اننا واثقون تماما في عمل الشرطة وسكوتلاند يارد. وقال متحدث باسم الشرطة البريطانية إن ضباط مكافحة الإرهاب في لندن هم من قاموا بالقبض على المجموعة التي تتراوح أعمار أعضائها بين 26 و50 عاما، بعد "تلقيهم معلومات استخباراتية عن تهديد محتمل. وأوضحت أنه جرى اعتقال المشتبه بهم في وقت مبكر الجمعة بمقر تجاري بوسط لندن وعلى مقربة من موقع من المفترض أن يلقي فيه بابا الفاتيكان خطبة مهمة. وأضافت إن المشتبه بهم جميعهم من أصول شمال إفريقية ويعملون كعمال نظافة في منطقة وسط لندن التي زارها البابا. وقامت الشرطة بتفتيش المباني التي اعتقلوا فيها ومنازلهم في شمال وشرق لندن، غير أن أعمال التفتيش لم تسفر عن العثور على أي أسلحة أو مواد مشبوهة.
وعقد البابا مقابلة ذات أهمية كبيرة مع روان ويليامز أسقف كانتربري، زعيم الكنيسة الانجليكانية في العالم في مقر إقامته الرسمية بلندن ، قصر لامبيث.
وكان زعيما الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية التقيا كثيرا فيما مضى، غير أن لقاءهما في قصر لامبيث مقر إقامة كبير الأساقفة في لندن له مغزى ودلالة تاريخية مهمة.
وفي كلمتهما العامة المشتركة، أعرب قائدا الكنيستين، اللتان كانتا ندان شرسان على مدى قرون، عن الحاجة والرغبة لتعزيز التعاون والمصالحة لمواجهة تحديات المجتمع الحديث.
وقال بابا الفاتيكان في خطابه أمام القادة السياسيين والمدنيين في قاعة (ويستمنستر) بلندن الموقع الذي أدين فيه القديس الكاثوليكي توماس مور وأعدم عام 1535، تشترك المملكة المتحدة والفاتيكان في الكثير من القيم الاساسية. وجدد تحذيره من العولمة والتهميش المتنامي للمسيحية.
وكان من بين ضيوف الشرف رؤساء وزراء بريطانيون سابقون، بينهم مارغريت ثاتشر وتوني بلير الذي اعتنق المذهب الكاثوليكي في عام 2007.
لكن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الحالي في الائتلاف الذي يقوده المحافظون كان غائبا عن الحدث بسبب المشاركة في جنازة والده إيان الذي توفي خلال عطلة كان يقضيها الأسبوع الماضي في فرنسا. وسيجري كاميرون اجتماعا خاصا مع البابا في وقت لاحق السبت.
وكانت المصالحة بين الكنيستين الفكرة الرئيسية خلال القداس المشترك غير المسبوق الذي أقيم في كنيسة (ويستمينستر آبي) أو (الكنيسة الملكية) التي أنشئت قبل ألف عام.
وقال البابا: نعرف أن الصداقة التي أقمناها والحوار الذي بدأناه والأمل الذي يرشدنا سيزودننا بالقوة والوجهة بينما نواصل رحلتنا المشتركة.
ورد ويليامز قائلا انه يأمل بأنه بينما نكبر سويا أن تصبح الكنيستان قناة أكثر فعالية لتحقيق غرض الرب في شفاء جروح الإنسانية.
وفي وقت سابق الجمعة، أطلق بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان دعوة لجعل المدارس أماكن (آمنة للأطفال) فيما اعتبره البعض تلميحا لفضيحة الاعتداءات الجنسية التي لوثت سمعة الكنيسة الكاثوليكية.
وأشاد خلال لقائه بآلاف من أطفال المدارس في تويكنهام جنوب غربي لندن بالعمل الذي تقوم به المدارس الكاثوليكية وقال إن الدين ينبغي أن يكون القوة الدافعة في التعليم.
وقال بابا الفاتيكان: أود أن أضيف كلمة تقدير خاصة لأولئك الذين يحملون على عاتقهم التأكد من أن مدارسنا توفر بيئة آمنة للأطفال والصغار.