قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 30 آخرون بالرصاص اليوم الخميس في مواجهات بين الشرطة اليمنية ومتظاهرين في عدنجنوب اليمن عشية الذكرى التاسعة عشرة لتوحيد البلاد احتجاجا على "تدهور الظروف المعيشية في الجنوب". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الشرطة اليمنية أن" ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 30 آخرون بجروح عندما تدخلت قوات الأمن لتفريق مظاهرة" في أحد أحياء مدينة عدنجنوب البلاد. وقال شهود عيان: إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي، واستخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق حوالي 3 آلاف متظاهر تجمعوا للاحتجاج على تدهور الظروف المعيشية في جنوب اليمن، وبحسب الشهود فقد أوقفت الشرطة أكثر من 120 متظاهرا. وقد وصف مصدر أمني المتظاهرين ب"الخارجين عن القانون الذين اعتدوا على قوات الأمن". وتزامنت هذه المواجهات مع استعراض عسكري ضخم جرى في صنعاء بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإعلان توحيد شطري اليمن، الجنوبي والشمال. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد حذر الأحد الماضي من تشطير اليمن والعودة به إلى ما قبل الوحدة، مشدداً على أنه لن يسمح لأي مشاريع تستهدف الوحدة أن ترى النور. وجاء هذا التحذير بعد يومين من دعوة رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس، وهو أول رئيس وزراء لدولة الوحدة اليمنية، إلى عودة الانفصال وتقسيم اليمن إلى شطرين شمالي وجنوبي. وتشهد المحافظات الجنوبية مظاهرات شبه يومية منذ مارس 2006، احتجاجا على ما تعتبره القوى الداعية للانفصال نهبا لثروات الجنوب اليمني تمارسه السلطة المركزية في الشمال، وخلفت تلك التظاهرات عشرات القتلى والجرحى، ويطالب المحتجون بعودة نحو 70 ألف شخص من المتضرّرين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وتنادي بانفصال الجنوب وتطبيق مبدأ "حق تقرير المصير". وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد وقع إعلان الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي في 22 مايو 1990، وبموجب اتفاقية الوحدة أصبح الشطران يمنا واحدا، وأصبح علي عبد الله صالح رئيسا لليمن الموحد، وعلي سالم البيض نائبا له. لكن سرعان ما ظهرت دعاوى جديدة للانفصال في أبريل 1994 بوادي "دوفس" بمحافظة أبينالجنوبية، ومن ثم تفجرت حرب دموية شرسة عُرفت بحرب الانفصال أو حرب الألف ساعة، وانتهت الحرب بتسليم الانفصاليين سلاحهم للقوات الحكومية، وتم إعادة الوحدة مرة ثانية في 7 يوليو 1994، وأصبح علي عبد الله صالح الرئيس اليمني بعد أن كان لقبه "رئيس مجلس الرئاسة" في أكتوبر 1994.