أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين لنواب أمريكيين أن استراتيجية إدارته في أفغانستانوباكستان ليست بحاجة لتغييرات في هذه المرحلة، وذلك في وقت تكثف القوات الأمريكية مطاردة تنظيم القاعدة في المنطقة. وصدر هذا الموقف عن أوباما بعدما سبق أن أشار اليه أعضاء كبار في فريق الأمن القومي لديه، لدى تسليمه أحدث تقرير لإدارته حول مسار الحرب موجه للكونغرس. وقال في التقرير: نواصل تطبيق الاستراتيجية كما حددت في كانون الاول/ ديسمبر (2009) ولا نعتقد أن إدخال أي تعديلات عليها أمر ضروري في هذه المرحلة. واضاف: في الوقت الذي يواصل فيه الكونغرس مناقشاته حول المرحلة التالية في افغانستانوباكستان، احرص على أن أشير مجددا إلى انه من مصلحتنا تطبيق هذه الاستراتيجية بنجاح. وكان أوباما أعلن في كانون الاول/ ديسمبر 2009 وبعد مراجعة كاملة للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، عن إرسال 30 ألف جندي اضافي إلى أفغانستان. وسيبدأ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في صيف 2011. ويتوقع أن يقوم الرئيس بمراجعة جديدة للاستراتيجية في أفغانستان بحلول نهاية السنة لكن من غير المتوقع أيضا إدخال تعديلات كبرى. وهدف الاستراتيجية التي تعتمدها قوات حلف شمال الأطلسي طرد متمردي طالبان من المدن الكبرى في جنوب وشرق البلاد مع تدريب القوات الأمنية الأفغانية لكي يمكن البدء بسحب القوات الأمريكية بحلول تموز/ يوليو 2011. ويتحدث وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس وكبار القادة الأمريكيين عن مؤشرات تفيد بإحراز تقدم في أفغانستان حيث تحاول القوات الأمريكية التي تعد 150 ألف عنصر وقوات الاطلسي مكافحة تمرد الاسلاميين الذي ازداد حدة. وأعلن البيت الأبيض في وقت متأخر الاثنين أن أوباما أجرى عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة محادثات مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وبحثا عددا من المواضيع بما يشمل الرؤية الاستراتيجية لعلاقات أمريكية- أفغانية بعيدة المدى، والانتخابات البرلمانية الأفغانية التي جرت في الآونة الأخيرة والعلاقات الاقليمية. وشارك في الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وكبار المستشارين الأمنيين للرئيس أوباما.
وأوضح البيت الابيض أن الرئيسين اتفقا على مواصلة المباحثات الروتينية لوضع رؤية مشتركة وتضافر الجهود لدعم هدف الرئيس كرزاي باكمال عملية انتقال الأمن إلى الافغان بحلول العام 2014.
وأصدر أوباما تقريره الاثنين وسط معلومات جديدة عن تصاعد الانشطة الاميركية في منطقة القبائل الواقعة بين باكستانوافغانستان.
وأدت ضربة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار الاثنين إلى مقتل ثمانية ناشطين بينهم مواطنون المان من أصل تركي في باكستان قرب الحدود الأفغانية، كما أعلن مسؤولون أمنيون محليون.
ووقع الهجوم بعد ساعات على إصدار اليابان والسويد تحذيرات مماثلة لتلك التي وجهتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لرعاياهما بضرورة توخي الحذر تحسبا لوقوع (هجوم ارهابي محتمل) تشنه القاعدة ومجموعات تابعة لها في أوروبا.
لكن التفجيرات واطلاق النار وأعمال العنف تزيد من خسائر القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان مع مقتل خمسة جنود من قوة حلف شمال الأطلسي الاثنين.
وبذلك ارتفع إلى 561 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في الحرب الافغانية في العام 2010، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام موقع مستقل متخصص باحصاء الضحايا.
وحصيلة قتلى القوات الدولية هذه السنة هي الأعلى منذ بدء الحرب في اواخر 2001 اثر تدخل القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام طالبان.