وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى أفغانستان اليوم الاثنين في زيارة مفاجئة للاطلاع على الأوضاع الميدانية ودراسة مدى إمكانية تطبيق خطط الإدارة الأميركية القاضية بتنفيذ انسحاب جزئي لقواتها بداية من يوليو/تموز القادم. وتأتي هذه الزيارة في وقت ارتفعت فيه حدة التوتر بين كابل والدول الغربية المساندة لها، بعد أن شكا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بشكل غاضب من مقتل تسعة أطفال أفغان بطريق الخطأ بطائرة هليكوبتر تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي(ناتو) العاملة في أفغانستان في إطار ما يعرف باسم القوات الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار (إيساف). ويتوجه غيتس في هذه الزيارة التي تدوم يومين إلى المناطق الواقعة في شرق وجنوب أفغانستان التي تعد أكبر المناطق المستهدفة بهجمات حركة طالبان للوقوف على تطور الأوضاع الميدانية منذ آخر زيارة له إلى المنطقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جيف مورال إن وزير الدفاع يتوقع أن يسمع من قيادة القوات المتواجدة بالمنطقة أخبارا إيجابية حول مدى التقدم في السيطرة على المناطق الأفغانية في ظل تراجع هجمات طالبان. ربيع حاسم ويتوقع غيتس أن يكون فصل الربيع القادم الفترة الحاسمة لمصير الإستراتيجية الحربية للرئيس الأميركي باراك أوباما التي تتضمن بداية تنفيذ انسحاب جزئي للقوات الأميركية في يوليو/تموز القادم. من جانبه توقع قائد القوات الأميركية المتمركزة بضواحي هلمند أن تحاول حركة طالبان بقوة استرجاع المناطق التي فقدت السيطرة عليها في الأشهر الستة الماضية، مشيرا إلى تمكنهم من توقيف العديد من المقاتلين الأجانب القادمين من باكستان لمهاجمة قوات التحالف والقوات الأفغانية. وتعد زيارة وزير الدفاع الأميركي الثالثة عشرة إلى أفغانستان وواحدة من آخر زياراته كمسؤول عن الدفاع، بعد أن أعلن عن نيته في التقاعد خلال هذه السنة، دون أن يقدم تاريخا محددا لذلك.