تبنى تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" المسؤولية عن الاعتداء الذي استهدف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز منتصف ليل أول من أمس، بحسب بيان نقله مركز "سايت" الأميركي لرصد المواقع الإسلامية على الإنترنت. ونجا الأمير محمد من الاعتداء الذي نفذه أحد المطلوبين أمنياً، والذي حضر إلى منزل مساعد وزير الداخلية في جدة أثناء استقباله المهنئين بشهر رمضان، طالباً التوبة، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف، ما تسبب في إصابة الأمير بجروح طفيفة أُدخل على إثرها المستشفى، كما ورد في بيان رسمي من الديوان الملكي بثته "وكالة الأنباء السعودية".
ويعتبر الاعتداء هو المحاولة الأولى من نوعها لتنظيم "القاعدة" لاستهداف مسؤولين في الدولة، كما يعد الأهم الذي ينفذه التنظيم الإرهابي منذ الاعتداء بسيارة مفخخة استهدف مبنى وزارة الداخلية في الرياض العام 2004.
ويعد الأمير محمد بن نايف من أبرز المسؤولين الأمنيين السعوديين المسؤولين عن مكافحة الفئة الضالة وأنصار تنظيم "القاعدة" في السعودية.
وينسب الفضل إليه إلى حد بعيد في النجاح الذي حققته الحكومة في الآونة الأخيرة في تقليص نشاط التنظيم وكشف خلاياه واعتقال العديد من عناصره.
وأوضح بيان الديوان الملكي أنه "في الساعة 23.30 بالتوقيت المحلي وأثناء استقبال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف المهنئين بشهر رمضان وبينهم أحد المطلوبين من المجرمين الإرهابيين الذي أعلن مسبقاً عن رغبته في تسليم نفسه، وأثناء إجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه".
وأضاف البيان أن "الأمير محمد بن نايف أصيب إصابات طفيفة لا تذكر، ولم يصب أحد بأي إصابات تذكر، وقد غادر المستشفى بعد إجراء الفحوص اللازمة".
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زار الأمير محمد في المستشفى للاطمئنان على صحته.
وأظهرت صور لتلفزيون "الإخبارية" السعودي المقابلة وحديثاً دار بين الملك والأمير الذي بدا بصحة جيدة، وأكد الأخير أن جسد الانتحاري تقطع بفعل الانفجار إلى 70 قطعة.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية ل "الحياة" إن إجراءات التحقيق تقتضي التأكد من هوية الانتحاري وتطابق اسمه الحقيقي مع الاسم الذي قدم نفسه به لدى دخوله منزل الأمير محمد بن نايف في جدة، ولفتت إلى وجود ترابط بين مجموعة ال 44 التي أعلنت السلطات السعودية عن ضبطها وتستخدم دوائر إلكترونية للتفجير عن بعد قبل نحو أسبوع، بواسطة الهواتف المحمولة ومن مسافة بعيدة، إذ أن الانتحاري زرع عبوة داخل جسده، ليستخدمها في التفجير.