أبدى محافظ محافظة حضرموت اليمنية، خالد الديني، أمس، مخاوفه من سيطرة «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» على المحافظة التي تعد أكبر المحافظات اليمنية. واستهدف أمس الأربعاء انفجار ناجم عن تفجير عبوة ناسفة زرعت في شارع رئيس سيارة تابعة لقوات الأمن الخاصة في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت. وقال مدير عام الشرطة في المكلا، العميد سالم السفرة، إن الانفجار الذي وقع في وقت مبكر صباح أمس بالقرب من ميناء المدينة القديم «لم يسفر عن أي إصابات بشرية أو أضرار مادية»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث «والدوافع الإجرامية لمرتكبي مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف في المقام الاول زعزعة أمن المواطن وإقلاق السكينة العامة»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وطالب العميد السفرة المواطنين بالتعاون مع السلطات الأمنية «والإبلاغ الفوري عن أية مظاهر أو اختلالات أمنية باعتبار مسؤولية الأمن مسؤولية مجتمعية». وحذر محافظ حضرموت، خالد الديني، من تدهور الوضع الأمني في المحافظة، وشدد لدى ترؤسه أمس اجتماعا للمجلس المحلي في المكلا على ضرورة تكاتف جهود «كل الخيرين من أبناء المحافظة» من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في حضرموت. وقال إن «محافظة حضرموت كبيرة من حيث المساحة الجغرافية ويوجد بها عدد من المنافذ ومن الصعب السيطرة عليها في ظل تضييق الخناق على تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين» في إشارة إلى الحملة العسكرية الواسعة التي تستهدف معاقل التنظيم هناك منذ أواخر أبريل. وذكر محافظ حضرموت إن ثلاثة ألوية قتالية تابعة للجيش «قد لا تكون كافية لحماية منافذ المحافظة من تسلل أي عناصر من تنظيم القاعدة»، مشيرا إلى أن الهجوم الكبير الذي شنه عشرات من مقاتلي تنظيم القاعدة على مقار أمنية وعسكرية ومصارف في مدينة سيئون (وسط حضرموت) في 24 مايو الماضي خلف 27 قتيلا بينهم 12 جنديا.وأكد الديني أن مدينة المكلا كانت أيضا «مهددة» بهجوم مماثل إلا أن «يقظة الأجهزة الأمنية» حالت دون ذلك، لكنه أبدى في الوقت ذاته مخاوفه من «تدفق كبير» للسيارات والدارجات النارية «التي تستخدم في تنفيذ الأعمال الإرهابية» إلى داخل المحافظة، حسبما أفاد موقع وزارة الدفاع. وخلال الاجتماع، أشار مدير عام الشرطة في حضرموت إلى «نقص حاد» في القوة الأمنية البشرية واللوجستية في المحافظة، لافتا إلى أن إدارته تسلمت مؤخرا عشر سيارات أمنية فقط من أصل 50 سيارة.
وأصيب ضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، أمس، برصاص مسلحين كانا على متن دراجة نارية في العاصمة صنعاء. وذكر شهود ل (الاتحاد) أن شخصين كانا على متن دراجة نارية أطلقا الرصاص الحي من مسدس كاتم للصوت على ضابط في جهاز الأمن السياسي في جولة «سبأ» بمنطقة «الحصبة» شمال العاصمة صنعاء. وأوضحوا أن الهجوم أسفر عن إصابة الضابط بجروح بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى الشرطة القريب من مكان الحادثة، بينما لاذ المهاجمان بالفرار. ولاحقا، أفادت وسائل إعلام محلية أن الضابط المستهدف هو عقيد في جهاز الأمن السياسي واسمه علي الشرفي، بينما لم تصدر السلطات الأمنية بيانا بالحادثة حتى مساء أمس.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، اعتقال قائد تنظيم القاعدة في محافظة الحديدة (غرب)، عبدالرحمن شعيب محجب، المكنى ب«أبو مصعب الحديدي»، وعنصر آخر في التنظيم، دون أن تكشف ظروف اعتقالهما. وأوضحت الوزارة، عبر موقعها الإلكتروني، أن محجب «يعد من أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة للأجهزة الأمنية»، وأن لديه علاقة ب «خلايا إرهابية» متواجدة في منطقة «حزم العدين» بمحافظة إب (وسط)، جنوبصنعاء.
وأشارت إلى أنه شارك في «العديد من العمليات الإرهابية» في عدد من المحافظات منها اقتحام ونهب مصرف حكومي في مدينة الحديدة أواخر 2012 في عملية سطو مسلح أسفرت عن مقتل موظف إداري وجنديين ومدني والاستيلاء على 104 ملايين ريال.كما اتهمت الداخلية اليمنية محجب بالمشاركة في عملية خطف زوجين جنوب أفريقيين من مدينة تعز (وسط) في مايو العام الماضي، وأُفرج في يناير الفائت عن الزوجة بينما لا يزال الزوج، وهو مدرس، رهينة لدى الخاطفين الذين هددوا مؤخرا بقتله إذا لم يتم دفع فدية مالية.
من جهة ثانية، قُتل أربعة مدنيين و12 مسلحا وأصيب مدنيون آخرون جراء استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش المدعوم بقبائل محلية وجماعة الحوثيين في محافظتي صنعاءوعمران شمال البلاد.
وأفاد سكان ل (الاتحاد) بمصرع أربعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين جراء سقوط قذيفة هاون على سيارة كانت تقلهم، صباح أمس، في منطقة «المعمر» ببلدة «همدان» شمال صنعاء. وذكروا أن مصدر القذيفة «غير معروف» بينما صرًحت وسائل إعلام تابعة لحزب «الإصلاح» الإسلامي السني الذي يساند الجيش ضد الجماعة المذهبية أن مسلحين حوثيين أطلقوا القذيفة. وتراجعت حدة المعارك أمس بين الجيش والقبائل من جهة، والحوثيين، من جهة ثانية، في مناطق الصراع في «همدان» ومحافظة عمران، 50 كم شمال العاصمة. وذكر مسؤول محلي في عمران أن بعض مناطق الصراع شهدت مواجهات متقطعة مشيرا إلى مقتل 12 مسلحا بتدمير الجيش عربة وسيارة عسكرية تابعتين للحوثيين الليلة قبل الماضية في «جبل المحشاش» شمال المدينة.
في غضون ذلك، يتصاعد التوتر بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح على خلفية تنازعهما أحقية حراسة مسجد «الصالح» القريب من القصر الرئاسي جنوب العاصمة، وذلك بعد أيام على إغلاق الأول محطة تلفزيونية تابعة للثاني بتهمة «التحريض» ضد الوفاق الوطني. ونفت وزارة الدفاع اليمنية، ليل الثلاثاء الأربعاء، تقارير إعلامية نشرتها وسائل إعلام تابعة ومؤيدة للرئيس السابق زعمت باستقالة قائدين بارزين في الجيش احتجاجا على «تدخلات» نجل الرئيس هادي في مهامهما.
ووصف مصدر مسؤول بوزارة الدفاع أنباء استقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن محمد الصوملي، وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى، بأنها «مزاعم كاذبة»، وتندرج «في إطار الاستهداف الإعلامي المتكرر للقوات المسلحة قادة وضباطا وأفرادا».
وتناقلت وسائل إعلام محلية مناهضة للرئيس السابق، أمس، تقارير أشارت إلى اعتزام الرئيس عبدربه منصور هادي إقالة ومحاكمة ابن صالح الذي يشغل منصبا دبلوماسيا منذ أبريل 2013 بعد سنوات من قيادته أهم فصيل في الجيش، وذلك بتهمة «الخيانة العظمى» والتخطيط للقيام بانقلاب ضد الرئيس الانتقالي المنتخب بتوافق أواخر فبراير 2012، بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية أواخر 2011 بعد تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد علي عبدالله صالح. وحذر صالح، لدى استقباله أمس لليوم الثاني على التوالي زعماء قبائل محلية، من «مخطط تآمري» يهدف إلى جر حزب المؤتمر الشعبي العام إلى «صراع ليس طرفا فيه بهدف تجنب مواجهة مشكلات الوطن والمواطن». وطالب الرئيس السابق أنصاره «بضبط النفس والتحلي بالصبر وعدم الانزلاق الى مربع الصراع»، حسب قوله.