اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الطردين المشبوهين المرسلين من اليمن جوا إلى بلاده كانا "خطرا مؤكدا" وتعهد بمواصلة الحرب على القاعدة، في حين تحدث مستشاره للأمن القومي عن تعاون أمني سعودي في كشف محتوى الطردين. وعقد أوباما مؤتمرا صحفيا بالبيت الأبيض تحدث فيه عن فحص الطردين، وقال إنهما كانا موجهين لمراكز يهودية بشيكاغو، وجرى اعتراضهما في دبي ومطار إيست ميدلاند البريطاني. وقال أيضا إن الفحوصات أثبتت أنهما يحتويان على مواد متفجرة على ما يبدو، مضيفا أنه وجه أجهزة المخابرات ووزارة الأمن الداخلي إلى حماية الأميركيين من الهجمات وتعزيز أمن الرحلات الجوية. واعتبر أوباما أن اكتشاف الطردين يؤكد ضرورة الحفاظ على اليقظة من احتمال وقوع هجمات إرهابية. ومضى قائلا إن ما يعرفه هو أن الطردين أتيا من اليمن، وأن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات جديدة على أراضي الولاياتالمتحدة وضد مواطنيها. وكشف أنه أجرى اتصالا مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وقال إن هذا الأخير تعهد بدعم التحقيقات في هذه القضية وإنه تم التوافق على تعزيز التعاون "لمواجهة القاعدة وتعزيز أمن اليمن" , غير ان الاعلام الرسمي في اليمن تجاهل الاتصال التلفوني الذي جراء بين الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس باراك اوباما وبشكل يكشف عن امتعاض السلطات اليمنية من الحادثة . وشدد أوباما في ختام كلمته المقتضبة على مواصلة إخبار الأميركيين بالمعلومات التي يتم الحصول عليها بهذا الصدد، وبذل كل الجهود لحمايتهم وتعهد كذلك "بإلحاق الهزيمة بالقاعدة ومن معها". من جانبه أقر مستشار أوباما للأمن القومي جون برنان بأن تعاونا أمنيا سعوديا سهل اكتشاف الطردين اللذين قال خبراء أميركيون إنهما يحتويان متفجرات من طراز بي أي تيه. وتعهد برنان بمضاعفة الجهود لتدمير تنظيم القاعدة، معتبرا أن فرع القاعدة باليمن أخطر من باقي فروع التنظيم. جاء ذلك بعد أن كانت أجهزة الأمن الأميركية بالمطارات في حالة استنفار قصوى عبرت عنها مواكبة مقاتلتين أميركيتين من طراز أف 15 لطائرة إماراتية قبل هبوطها في مطار جي أف كنيدي بنيويورك. وبينما أبدت الشركة الإماراتية تعاونها مع واشنطن في تحقيقاتها، أكد مسؤول إماراتي لم يكشف هويته أن الرحلة الأخيرة من دبي إلى نيويورك لم يكن على متنها طرود من اليمن. وتفحص المحققون الأميركيون طائرتي شحن تابعتين ليونايتد بارسيل سيرفس حطتا بمطار فيلادلفيا الدولي، وطائرة ثالثة في مطار نيوارك ليبرتي الدولي. وأفاد مراسل الجزيرة ناصر الحسيني أن وسائل الإعلام الأميركية تقول إن هنالك نجاحا استخباريا مهما تحقق، وإن هنالك دولا عدة تساعد الولاياتالمتحدة. وأضاف أن أرقام الطرود أعطيت للولايات المتحدة مما مكنها من تحديد موقعي الطردين في دبي وبريطانيا، حيث تم العثور عليهما على متن طائرتي شحن تتبعان شركة يو بي أس. على صعيد متصل، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تعليق كافة الرحلات الجوية المباشرة من اليمن الى المملكة المتحدة. وقالت تيريزا ماي في بيان مساء الجمعة ان "سلامة وأمن المملكة المتحدة لا تزال على رأس اولوياتي.. ونحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا الدوليين وسنواصل القيام بذلك".