طبعاً من حق الذين لا يريدون صلاة التراويح عدم تأديتها، لكن ليس من حقهم أبداً منع الذين يريدون تأديتها بالمقابل.. نتذكر العام الماضي في رمضان حين انفلت السلاح المضمر استخدامه في حساسيات التجاذبات المذهبية ما أدى إلى مقتل عديد مواطنين في مساجد بالعاصمة بعد اشتباكات بين حوثيين وسلفيين.. تاريخياً لم يقتتل الشوافع أو الزيود بسبب صلاة التراويح كما نعرف جميعاً، ثم إن صلاة التراويح ليست مشكلة اليمنيين على الإطلاق.. المعنى أن هذا الشعب المغلوب على كل المستويات لا تنقصه حماقات من هذا النوع العبثي جداً.. وببساطة نقول: دعوه بإرادته السلمية يصلي التراويح أو لا يصليها.. احترموا حريته فقط، بينما على الجميع أن ينزّهوا المساجد من صراعاتهم السخيفة أساساً.. عليهم أن يخجلوا وأن يستثيروا التعقلن واحترام الحقوق بدلاً من استثارة النعرات البدائية الأكثر رعونة وفجاجة بلا وطنيتها وطائفيتها.. إن تلك الجرأة في فرض الأفكار بالقوة كارثة كوارث.. تلك الجرأة في الغلبة والاستقواء لا تنتج سوى مزيداً من الكراهيات بين أبناء الوطن الواحد .. إنه شهر كريم ومبارك فلا تصروا على استعراض تشوهاتكم وتحولونه إلى شهر دموي يا هؤلاء.